خلال الندوة الصحافية التي نظمت يوم 17 دجنبر 2024، قدم المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، عرضًا مفصلًا حول دور المندوبيات في تقديم التحليلات والإحصاءات التي تدعم اتخاذ القرارات السياسات العامة في المغرب. وأشار بنموسى إلى أن المندوبيات لا تقتصر على جمع البيانات فحسب، بل تلعب دورًا أساسيًا في تقديم اقتراحات وحلول عملية لمواجهة التحديات التنموية. وأضاف أن هذه المندوبيات تقدم أيضًا تحليلات تساهم في فهم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية في مختلف مناطق المملكة، بما يسمح بتوجيه السياسات العامة بما يخدم التنمية المستدامة.
كما أكد المندوب السامي على ضرورة أن تظل المندوبيات مستقلة في أداء مهامها وفقًا للإطار القانوني المحدد، منبهاً إلى أهمية أن تبقى هذه البيانات والمعطيات مفتوحة للمؤسسات الدستورية والعمومية. وأوضح أن المندوبيات لا بد أن تعمل على أن تكون معطياتها دقيقة وموثوقة، وتستمع إلى مختلف الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك الحكومة، لتكوين صورة شاملة وموضوعية حول الوضع في البلاد. وأشار إلى أن هذه المعطيات لا تقتصر على إحصاءات فحسب، بل تشمل أيضًا تحليلات تسهم في تحسين السياسات العامة.
وتطرق بنموسى إلى التحسينات التي شهدتها بعض القطاعات، مشيرًا إلى التقدم المحرز في مجال التمدرس، حيث أصبح المعدل في بعض الجهات قريبًا من 8 سنوات من التمدرس، رغم وجود تباين بين المناطق. وأكد أن هذا التحسن لا يزال يحتاج إلى مزيد من العمل لتقليص الفوارق بين الجهات، خاصة تلك التي تعاني من تحديات في هذا المجال. وأشار أيضًا إلى تحسن في قطاع الإسكان، حيث شهدت نسبة المساكن التي تحتوي على غرفتين أو أكثر ارتفاعًا، خاصة في المناطق الحضرية، وذلك نتيجة لتقلص حجم الأسر، الذي أصبح في أغلب الأحيان أقل من أربعة أفراد.
وفي سياق آخر، أكد بنموسى على ضرورة الحفاظ على استقلالية المندوبيات وضرورة أن تظل المعطيات والإحصاءات التي تقدمها شفافة ومتاحة للجميع، بما في ذلك المجتمع المدني، لكي يتمكن الجميع من الاستفادة منها في رسم السياسات العامة. وأوضح أن الهدف النهائي هو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وهو أمر يتطلب عملًا جماعيًا مستمرًا مع مختلف الأطراف المعنية. وأشار إلى أن الطريق ما يزال طويلاً، ولكن التقدم الذي تم إحرازه يعكس الجهود المستمرة لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.
المصدر: فاس نيوز