دراسة الومضة (6) للمبدع نصر سيوب. (د. فاطمة الديبي) :

“عَلا التَّكْبيرُ
تَبَدَّدَ اللّطْمُ
سوريا”

ـ مقدمة:

تعتبر هذه الومضة لوحة فنية مكثفة تعكس واقع الحالة السورية، وتستخدم لغة رمزية قوية لإيصال رسالة عميقة.

1ـ التحليل اللغوي والبلاغي:

١ـ البساطة والقوة: تتميز الومضة ببساطة لغوية شديدة، ولكنها تحمل في طياتها قوة تعبيرية كبيرة.
٢ـ التضاد: هناك تضاد صارخ بين “التكبير” الذي يدل على الفرح والاحتفال، و”اللطم” الذي يدل على الحزن والأسى. هذا التضاد يعكس ماضي وحاضر الشعب السوري.
٣ـ الرمزية: كلمة “سوريا” هنا ليست مجرد اسم بلد، بل هي رمز للأمة والأرض والتاريخ والحضارة.
٥ـ البناء: البنية الثلاثية للومضة تعطيها قوة إيقاعية وتؤكد على الوحدة المعنوية للصورة.

2ـ التحليل الدلالي والمعنوي:

١ـ عُلُوّ التكبير: يشير إلى نجاح الانتفاضة والثورة، وإلى الأمل في مستقبل أفضل.
٢ـ تبدُّد اللطم: يرمز إلى انهزام نظام بشار الأسد وكل الموالين له من ميليشيات إيران التي نشرت ظاهرة اللطم في مساجد وساحات سوريا، وبالتالي نهاية هذا اللطم الذي يمثل الحزن والألم والمعاناة التي عاشها الشعب السوري.
٣ـ سوريا: كما ذكرنا، هي رمز للأمة والتاريخ والحضارة، وهي أيضا ضحية للصراع والدمار.
٤ـ العلاقة بين العناصر: تدل الومضة على أن الاحتفال بالانتصار لا يمحو ذكرى الألم والمعاناة، وأن سوريا عاشت حالة من التناقض بين الألم والأمل.

ـ خلاصة:

تعتبر هذه الومضة لوحة فنية مكثفة تعكس الواقع المؤلم للشعب السوري. إنها تعبر عن الصراع بين الألم والأمل، بين الحياة والموت، وبين الخير والشر. الومضة تستخدم لغة رمزية قوية وبنية إيقاعية متوازنة، مما يجعلها عملاً فنيّاً متميزاً.