خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس، وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، متهمًا إياه بالتسبب في أزمة ثقة عميقة تهدد مصداقية الحكومة والمؤسسات. أشار بنكيران إلى ما وصفه بتناقضات صارخة في التصريحات الرسمية المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية الكبرى، معتبراً أن الشفافية غائبة وأن المغاربة يستحقون الوضوح والحقيقة بدل الوعود الكاذبة.
تحدث بنكيران بحدة عن مسألة استثمار 650 مليار درهم التي أعلن عنها أخنوش، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تخفي وراءها مغالطات وأهداف غير واضحة. وأضاف أن هذه التصريحات تتناقض مع ما ورد في البلاغات الرسمية للجنة الوطنية للاستثمار، التي يترأسها رئيس الحكومة. وأعرب بنكيران عن استغرابه من غياب المصداقية والانسجام في الخطاب الرسمي، واصفًا الأمر بأنه “لا يليق بمسؤولية رئيس الحكومة”.
كما تساءل بنكيران عن قدرة رئيس الحكومة على مواجهة البرلمان مجددًا بعد هذه المغالطات، مشيرًا إلى أن فقدان الثقة في المسؤولين لا يمس فقط الأشخاص، بل يضعف المؤسسات التي يعتمد عليها استقرار الدولة وتقدمها. وأكد أن الثقة تُعتبر الأساس الذي تبنى عليه الدول، مستشهدًا بمواقف تاريخية تثبت أن بناء دولة قوية لا يحتاج بالضرورة إلى موارد ضخمة، بل إلى رجال مخلصين يتمتعون بثقة الشعب.
وفي سياق حديثه عن أخنوش، وجه بنكيران اتهامات مباشرة له بمحاولة استغلال منصبه كرجل أعمال لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة. وأشار إلى أن الحكومة الحالية تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية اللازمة لتحقيق التنمية، معتبرًا أن ما وصفه بـ”الكوارث” التي ارتكبها رئيس الحكومة تُضعف ثقة المغاربة وتزيد من حدة الاستياء العام.
وختم بنكيران حديثه بالتأكيد على أن حزب العدالة والتنمية لا يسعى إلى إضعاف الحكومة من أجل مكاسب سياسية ضيقة، بل إن الهدف هو حماية المصلحة العامة وتعزيز مصداقية المؤسسات. وأضاف أن الشعب المغربي يستحق حكومة تتسم بالنزاهة والشفافية، مشددًا على أهمية استعادة الثقة كمبدأ أساسي في إدارة الشأن العام.
المصدر : فاس نيوز