أزمة القطاع الصحي بجهة فاس مكناس: النقابة الوطنية للصحة تحذر من تفاقم الوضع

في ظل تصاعد التوتر داخل القطاع الصحي بجهة فاس مكناس، أصدر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، بيانًا شديد اللهجة يوم أمس 19 دجنبر 2024، يحذر فيه من تداعيات استمرار التجاوزات الإدارية والاختلالات الهيكلية التي تهدد بفشل كل الجهود الإصلاحية المعلن عنها في هذا القطاع الحيوي.

أشار البيان إلى أن الوضع الحالي يتسم بتجاهل مستمر لمطالب الشغيلة الصحية، مما أدى إلى زعزعة استقرارها المهني والأسري. وأبرز المكتب الجهوي أن غياب العدالة في توزيع الخدمات الصحية والموارد البشرية، إلى جانب تعنت بعض المسؤولين المحليين واعتمادهم قرارات فردية، قد زاد من تعقيد المشهد وعمق حالة الاحتقان.

وطالب المكتب بتدخل عاجل للسيدة المديرة الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة في مختلف أقاليم الجهة، بما في ذلك تازة، مكناس، صفرو، مولاي يعقوب، وبولمان. كما شدد على ضرورة تحسين ظروف العمل والاشتغال، وتنظيم عمليات النقل الصحي وفق قواعد تراعي الأولويات العلاجية، مع توفير الموارد البشرية اللازمة لتخفيف الضغط على تقنيي الإسعاف والتمريض، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص حاد في هذه الفئات.

البيان أشار أيضًا إلى ضرورة صرف المستحقات المالية للشغيلة الصحية دون تأخير، واحترام التعويضات المرتبطة بالحراسة والبرامج الصحية، فضلًا عن تنظيم حصص التعيينات النهائية للأطر الصحية الناجحة في المباريات الأخيرة. وانتقد المكتب الجهوي بشدة حصة التعيينات الأخيرة التي شابتها، وفق البيان، اختلالات واضحة، حيث تم إدراج مناصب لم تطرح للتباري، مما يخالف المساطر القانونية المعمول بها.

كما لفت الانتباه إلى تردي ظروف التدريب العملي للطلبة الممرضين في معاهد المهن التمريضية وتقنيات الصحة، داعيًا مديري هذه المعاهد إلى تحسين ظروف التكوين والتجاوب مع مطالب الطلبة وحل مشاكل الاكتظاظ.

وفي ختام البيان، أشاد المكتب الجهوي بجهود المكاتب الإقليمية للنقابة الوطنية للصحة، داعيًا كافة المناضلات والمناضلين إلى الاستعداد لأي خطوات نضالية تصعيدية قد تفرضها المرحلة المقبلة، مؤكدًا التزامه بالدفاع عن حقوق الشغيلة الصحية في مواجهة كل التحديات.

“ما ضاع حق وراءه مطالب”، هكذا ختم البيان رسالته الواضحة، محذرًا من تداعيات تجاهل الأزمة، ومؤكدًا على أهمية فتح قنوات حوار جاد وفعال لإنقاذ القطاع من الانهيار.

المصدر : فاس نيوز