في اليوم الأول من المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، التي انعقدت يوم أمس 20 دجنبر2024 بمدينة طنجة، قام وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بتلاوة رسالة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الموجهة للمشاركين في هذه الفعالية الهامة. وقد جاءت الرسالة الملكية لتعكس الرؤية السديدة لجلالته حول التحديات والفرص التي تواجه الجهوية المتقدمة في المغرب، مع التأكيد على الأهمية البالغة لهذا الورش التنموي في تحقيق التنمية المستدامة والتوازن الجهوي في مختلف أرجاء المملكة.
في بداية كلمته، قال وزير الداخلية أن جلالة الملك، منذ اعتلائه العرش، يولي اهتمامًا خاصًا لورشة الجهوية المتقدمة باعتبارها ركيزة أساسية في تعزيز اللامركزية وتوزيع السلطات والصلاحيات بين الدولة والجماعات الترابية. وقد شدد جلالته في رسالته على ضرورة تسريع وتيرة تفعيل الاختصاصات المنقولة إلى الجهات، خاصة في المجالات ذات الأولوية مثل الاستثمار والاقتصاد المحلي، وذلك لتجاوز التحديات التي تعرقل تنفيذ هذا المشروع التنموي الكبير.
وأشار الوزير إلى أن الرسالة الملكية أكدت على أهمية تعزيز الديمقراطية التشاركية على المستوى الجهوي والمحلي، وتفعيل دور المواطنين والجمعيات المدنية في صياغة السياسات العمومية ومتابعة تنفيذها. كما أكد جلالته على ضرورة تسريع عملية نقل الاختصاصات والمهام إلى الجهات، مع تخصيص الموارد الكافية لتفعيلها بما يعزز دور الجماعات الترابية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي معرض تلاوته للرسالة، أشار وزير الداخلية إلى ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين، بما في ذلك الدولة والقطاع الخاص والجماعات الترابية، لتحقيق أهداف الجهوية المتقدمة. كما تناول التحديات المتعلقة بتوفير بيئة مواتية للاستثمار، وهو ما يتطلب استراتيجيات مبتكرة لتحسين القدرة التنافسية للمجالات الترابية عبر تطوير البنية التحتية ورفع مستوى الكفاءات البشرية.
كما أكدت الرسالة الملكية على ضرورة تعزيز الرقابة والمحاسبة على المستوى المحلي، من خلال آليات فعالة تضمن الشفافية والمساءلة في تدبير الشأن المحلي. وقد دعا جلالة الملك في رسالته إلى تفعيل هذه المبادئ بما يتماشى مع الدستور، الذي يضمن الحقوق ويؤكد على المسؤولية في إدارة الموارد المحلية.
وفي ختام كلمته، دعا وزير الداخلية بإسم جلالة الملك نصره الله إلى العمل المشترك بين كافة الفاعلين لتحقيق الأهداف المرجوة من الجهوية المتقدمة، مشددًا على أن الجهود المبذولة من جميع الأطراف هي السبيل لتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في جميع جهات المملكة. وقد كانت هذه الرسالة بمثابة خارطة طريق لمستقبل الجهوية المتقدمة في المغرب، بما يتماشى مع تطلعات المواطنين ويواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يعرفها العالم اليوم.
المصدر : فاس نيوز