الإلكترونية والأكياس النيكوتينية: هل هي بدائل آمنة للتبغ؟

في ظل المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين التبغ، يتجه العديد من المغاربة إلى بدائل يُعتقد أنها أقل ضررًا، مثل السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، بهدف الإقلاع عن التدخين أو تقليل استهلاكهم للتبغ. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذه البدائل ليست خالية من المخاطر.

وفقًا لبائع تبغ، فإن السجائر الإلكترونية تحظى بشعبية أكبر بين الشباب المغربي، خاصة الفئة العمرية من 18 إلى 35 عامًا. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بأكياس النيكوتين التي تبدأ أسعارها من 70 درهمًا للعلبة الواحدة.

من جانبه، يرى طبيب الرئة أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون أداة مفيدة للإقلاع عن التدخين للبالغين، لكنه يحذر من خطر استخدامها كوسيلة لبدء التدخين بين الشباب. ويؤكد على ضرورة وضع تدابير صارمة من قبل الدولة لمنع وصول الشباب إلى هذه المنتجات.

وتشير الدكتورة إيمان كنديلي، الطبيبة النفسية والمتخصصة في علاج الإدمان، إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة، خاصة بين الشباب. وتوضح أن حوالي 12% من طلاب المدارس الثانوية في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط قد استخدموا السجائر الإلكترونية.

وتحذر الدكتورة كنديلي من أن النيكوتين، سواء تم استنشاقه أو امتصاصه عن طريق الفم، يسبب الإدمان بسرعة ويمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية وإدراكية، بالإضافة إلى آثار جسدية مثل تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. كما أن أكياس النيكوتين قد تسبب تهيج الفم والغثيان وحتى القرحة على المدى الطويل.

للتغلب على الإدمان، تقترح الدكتورة كنديلي عدة حلول، منها المتابعة الطبية النفسية، واستخدام بدائل النيكوتين مثل اللصقات أو العلكة، والعلاج المعرفي السلوكي الذي أثبت فعاليته في 60 إلى 70% من الحالات. كما تشير إلى أهمية مجموعات الدعم، حيث أظهرت دراسة من جامعة الرباط أن 78% من المدخنين السابقين الذين انضموا إلى مجموعة دعم حافظوا على امتناعهم عن التدخين بعد 12 شهرًا.

وتؤكد الدكتورة كنديلي على ضرورة اتباع نهج متعدد الجوانب لمكافحة إدمان النيكوتين في المغرب، يشمل توعية الشباب وأولياء الأمور بالمخاطر الصحية، وتعزيز اللوائح للحد من الوصول إلى هذه المنتجات، وتعزيز البدائل الصحية مثل الأنشطة الرياضية والإبداعية. كما تشدد على دور الأسرة في الحوار مع الشباب وتجنب استهلاك النيكوتين، حيث كشف استطلاع أن 62% من المراهقين مستخدمي السجائر الإلكترونية لديهم والد أو قريب مدخن.

في الختام، يتضح أن إدمان السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين يشكل مشكلة مقلقة في المغرب. فبينما كانت هذه المنتجات تُعتبر في البداية بدائل للتبغ، إلا أن إمكانية إدمانها تشكل الآن تهديدًا خطيرًا للصحة العامة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية شاملة.

عن موقع: فاس نيوز