شهد يوم 23 ديسمبر 2024 حادثًا بحريًا مثيرًا للجدل قبالة السواحل الإسبانية، حيث غرقت السفينة الروسية “أورسا ماجور” في ظروف غامضة. هذا الحدث، الذي يأتي في سياق توتر جيوسياسي متصاعد، يثير العديد من التساؤلات حول تداعياته على التوازنات الاستراتيجية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وقع الحادث بعد أيام قليلة من زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى الجزائر، تبعه اجتماع عاجل بين السفير الأمريكي ووزير الخارجية الجزائري. هذا التسلسل الزمني للأحداث يشير إلى احتمال وجود صلة بين الزيارة الدبلوماسية وحادث الغرق.
السفينة “أورسا ماجور”، التابعة لشركة أوبورونلوجيستيكا المرتبطة بوزارة الدفاع الروسية، غرقت إثر انفجار في غرفة المحركات. تم إنقاذ 14 من أفراد الطاقم البالغ عددهم 16، بينما لا يزال اثنان في عداد المفقودين. وفقًا للتصريحات الرسمية، كانت السفينة تنقل رافعات ومعدات لكاسحات الجليد، لكن شركة أوبورونلوجيستيكا ادعت أن السفينة كانت ضحية “عمل إرهابي”، مما يزيد من غموض الحادث.
يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات استراتيجية محتملة. فهناك حديث عن احتمال انسحاب القوات الروسية من قاعدتها في طرطوس السورية، مما قد يدفع روسيا للبحث عن موطئ قدم جديد في المتوسط. وتعد الجزائر، أكبر عميل للأسلحة الروسية في إفريقيا، شريكًا محتملًا لروسيا في هذا السياق.
الاستجابة الأمريكية السريعة، متمثلة في الاجتماع العاجل مع المسؤولين الجزائريين، تعكس القلق من إمكانية إعادة تموضع روسي في المنطقة. هذا التسلسل من الأحداث الدبلوماسية والبحرية يشير إلى فترة من إعادة ترتيب التحالفات والنفوذ في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
لا تزال هناك أسئلة عديدة بدون إجابة حول هذا الحادث، بما في ذلك الطبيعة الحقيقية لمهمة “أورسا ماجور”، وأسباب التواجد المتزامن لسفينة الشحن “سبارتا” في المنطقة، وتأثير هذا الحدث على العلاقات الروسية الجزائرية والتوازنات الإقليمية.
في الختام، يمكن القول إن غرق السفينة “أورسا ماجور” يتجاوز كونه مجرد حادث بحري، ليصبح مؤشرًا على تغيرات جيواستراتيجية عميقة في البحر الأبيض المتوسط. إن التسلسل الزمني الدقيق للأحداث الدبلوماسية والبحرية يشير إلى فترة من إعادة ترتيب التحالفات والنفوذ في المنطقة، مما قد يكون له تأثير كبير على المشهد الجيوسياسي في المستقبل القريب.
عن موقع: فاس نيوز