المغرب في عام 2025: احتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، دبلوماسية قوية وهدف كأس أمم أفريقيا في الأفق!

سيشهد عام 2025 احتفالًا بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في وقت تواصل فيه الدبلوماسية المغربية تحقيق انتصارات متتالية. كما يستعد المغرب لاستضافة كأس أمم أفريقيا. يقدم لنا ياسين اليطيوي، الأمين العام والباحث المشارك في NejMaroc، والمحاضر في جامعة لوميير ليون الثانية، المتخصص في قضايا الدبلوماسية والذكاء الاقتصادي والجيوسياسية، تحليلًا لتوقعات وتحديات عام 2025.

يبرز عام 2025 كمرحلة تاريخية واستراتيجية للمغرب، حيث تتقاطع فيه الاحتفالات الوطنية والطموحات الدبلوماسية والإشعاع القاري. سيصادف 6 نوفمبر 2025 الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وهو حدث تأسيسي يرمز لوحدة الشعب المغربي حول قضية الصحراء المغربية.

على الصعيد الدبلوماسي، يدخل المغرب هذا العام بطموح متجدد لتعزيز المكاسب المحققة وتوسيع دائرة الدعم الدولي لمغربية الصحراء. وتعد الحصول على اعتراف رسمي من المملكة المتحدة هدفًا ذا أولوية للدبلوماسية المغربية.

تستند الاستراتيجية المغربية على دبلوماسية استباقية ومتوازنة، تتمحور حول عدة محاور، منها تعزيز الشراكات مع دول أفريقيا جنوب الصحراء، وتعميق العلاقات مع القوى الاقتصادية العالمية مثل الصين والهند ودول الخليج.

كما تظل قضايا المناخ وأمن الطاقة من أولويات المملكة، حيث يعتزم المغرب تعزيز مكانته كرائد إقليمي في مجال التنمية المستدامة.

سيشهد عام 2025 أيضًا حدثًا قاريًا كبيرًا: كأس أمم أفريقيا، التي ستقام في المغرب من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026. وسيتيح هذا الحدث للمغرب فرصة إظهار خبرته التنظيمية وبنيته التحتية الحديثة وكرم ضيافته الأسطوري.

اقتصاديًا، من المتوقع أن تحقق كأس أمم أفريقيا عائدات مالية كبيرة، مع توقع وصول آلاف الزوار وتغطية إعلامية دولية. كما سيعمل هذا الحدث كمحفز للاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاعات السياحة والبنية التحتية والتكنولوجيا.

يجب النظر إلى عام 2025 أيضًا كعام محوري للسياسات العامة المغربية. حيث تظل تنمية الأقاليم الجنوبية أولوية قصوى، مع مشاريع رائدة مثل ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق الصناعية المتخصصة والبرامج الاجتماعية.

وهكذا، سيكون عام 2025 عامًا تتلاقى فيه التحديات التاريخية والدبلوماسية والاقتصادية والرياضية. وسيذكّر الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء العالم بتصميم المغرب على الدفاع عن وحدته الترابية. كما ستعزز المكاسب الدبلوماسية الموقف الاستراتيجي للمغرب على المستوى الدولي. وأخيرًا، ستوفر كأس أمم أفريقيا منصة فريدة لترسيخ صورة المغرب الحديث والمؤثر والمنخرط في ديناميكية التنمية المستدامة.

عن موقع: فاس نيوز