من الإكوادور إلى تشيلي: أمريكا اللاتينية تتجه لدعم المغرب وترفض الأطروحات الانفصالية

شهدت سنة 2024 تحولاً ملحوظاً في مواقف دول أمريكا اللاتينية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث أثمرت الجهود الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، عن تعزيز الدعم لموقف المغرب وتراجع الأطروحات الانفصالية في المنطقة.

في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، شدد الملك محمد السادس على ضرورة التعبئة المستمرة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وهو ما انعكس في التحركات الدبلوماسية التي أقنعت العديد من دول أمريكا اللاتينية بعدالة القضية المغربية.

من الإكوادور إلى بنما، مروراً بالبيرو والبرازيل والباراغواي وأخيراً تشيلي، أظهرت هذه الدول دعماً متزايداً لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل واقعي ودائم للنزاع المفتعل حول الصحراء. ففي أكتوبر الماضي، قررت الإكوادور تعليق اعترافها بـ”الجمهورية الوهمية”، وهو موقف تبعته بنما في نوفمبر بقطع علاقاتها مع الكيان الانفصالي.

هذا التحول الدبلوماسي يعكس تزايد الوعي الدولي بعدم شرعية “البوليساريو” وفق القانون الدولي. كما أكد ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، وزير الخارجية البيروفي السابق، أن انسحاب الاعترافات بهذا الكيان أصبح “أمراً حتمياً”.

في الباراغواي، تبنى البرلمان قراراً يدعم الوحدة الترابية للمغرب ويدعو الحكومة إلى اتخاذ موقف مماثل. كما عبّر مجلس الشيوخ البرازيلي عن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي، بينما أشاد وزير الخارجية البرازيلي من الرباط بالجهود المغربية الجادة لحل النزاع. وفي تشيلي، أعلن وزير الخارجية دعم بلاده لحل سياسي دائم وعادل وفق المبادرة المغربية.

على صعيد آخر، شهدت العلاقات البرلمانية تطوراً ملحوظاً من خلال إنشاء منتدى اقتصادي يجمع المغرب ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي لتعزيز التعاون الاستراتيجي. كما حظيت المبادرات المغربية بدعم من هيئات برلمانية إقليمية مثل برلمان الميركوسور وبرلمان أمريكا الوسطى.

إلى جانب النجاحات الدبلوماسية والبرلمانية، تمكن المغرب من كسب الرأي العام في أمريكا اللاتينية عبر الجامعات والإعلام، مما أدى إلى تآكل الدعم التقليدي للبوليساريو المدعوم سابقاً من الجزائر. هذا التحول يعكس إدراكاً متزايداً لدى النخب اللاتينية لعدالة القضية المغربية وواقعية مبادرة الحكم الذاتي.

بفضل دبلوماسية هادئة وفعالة، يواصل المغرب تحقيق انتصارات متتالية على الساحة الدولية، مما يجعل الأطروحات الانفصالية أقرب إلى الزوال في ظل التغيرات المتسارعة في مواقف دول العالم.

عن موقع: فاس نيوز