أعلنت مؤسسة “مركز كارتر” وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، عن عمر يناهز 100 عام، يوم أمس الأحد 29 دجنبر في منزله ببلينز في جورجيا. وفاة كارتر أثارت موجة من الحزن وردود الفعل الدولية، حيث أُشيد بإرثه الكبير ومساهماته الإنسانية التي امتدت لعقود.
وُلد كارتر عام 1924 في بلدة بلينز الصغيرة بولاية جورجيا، حيث أمضى سنواته الأولى في إدارة مزرعة للفول السوداني قبل أن ينطلق في مسيرته السياسية. بدأ حياته المهنية كحاكم لجورجيا، ليُنتخب لاحقاً رئيساً للولايات المتحدة (1977-1981). ورغم أن فترة رئاسته شهدت تحديات داخلية ودولية، مثل أزمة الرهائن في إيران، إلا أنه ظل شخصية مؤثرة في السياسة العالمية. كارتر كان رمزاً للنضال من أجل السلام وحقوق الإنسان، حيث قاد بعد خروجه من البيت الأبيض جهوداً إنسانية واسعة من خلال “مركز كارتر”. المؤسسة لعبت دوراً محورياً في حل النزاعات الدولية، مكافحة الأمراض، وتعزيز الديمقراطية حول العالم. حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 تكريماً لهذه الجهود.
منذ فبراير 2023، خضع كارتر لرعاية تلطيفية في منزله، حيث اختار أن يمضي أيامه الأخيرة محاطاً بأفراد عائلته. وفي بيان مؤثر، قال نجله تشيب كارتر: “كان والدي بطلاً، ليس لي فحسب، بل لكل من يؤمن بالسلام وحقوق الإنسان والمحبة المتفانية”.
أعرب الرؤساء الأمريكيون السابقون والحاليون عن حزنهم لوفاة كارتر. حيث وصف الرئيس جو بايدن الراحل بأنه “رجل مبادئ وإيمان وتواضع”، بينما قال دونالد ترامب إنه كان “قائداً كرس حياته لتحسين حياة الأمريكيين”. من جهته، أكد الرئيس الأسبق بيل كلينتون أن كارتر عاش لخدمة الآخرين حتى اللحظة الأخيرة من حياته. أما باراك أوباما، فأشاد برؤيته الإنسانية التي علمت العالم معنى الكرامة والعدالة.
إلى جانب نشاطه السياسي، كرّس كارتر حياته للأعمال الخيرية. عمل عبر مؤسسته على مكافحة الأمراض مثل العمى النهري وداء الفيل، كما دعم حقوق الإنسان والمشاريع التنموية في البلدان النامية. ورغم إعلان إصابته بورم سرطاني في الدماغ عام 2015، إلا أنه واصل نشاطه بقوة، متجاوزاً توقعات الأطباء حينها.
المصدر : فاس نيوز