احتضنت قاعة جماعة فاس، يوم أمس الأحد 29 دجنبر 2024، مؤتمرًا مهمًا تم فيه انتخاب المكتب الجهوي الجديد لنقابة المتصرفين التربويين بجهة فاس-مكناس، بحضور عدد من المتصرفين التربويين والمسؤولين النقابيين. وخلال هذا الحدث البارز، ألقى محمد الدغمي، أحد المتصرفين التربويين، كلمة مؤثرة تناول فيها عدة قضايا هامة تتعلق بدور المتصرفين التربويين في تعزيز الإصلاح التربوي على مستوى الجهة والمملكة.
واعتبر الدغمي أن هذا المؤتمر يمثل “عرسًا نضاليًا جديدًا”، حيث تم تكريس خطوة هامة في مسار النقابة بتأسيس أول مكتب جهوي لنقابة المتصرفين التربويين في جهة فاس-مكناس. وقال إن هذا المكتب يهدف إلى تعزيز المشهد النقابي بالجهة والعمل على النهوض بالمدرسة العمومية، مؤكدًا أن هذه النقابة ليست مجرد مكتب إداري، بل هي “قوة اقتراحية، إصلاحية وتربوية” تسعى إلى تحسين الواقع التربوي في البلاد.
وأشار الدغمي إلى أن المتصرف التربوي يشكل “السلسلة الحقيقية الأخيرة” في تنفيذ البرامج الإصلاحية، وأن الوقت قد حان للاستماع إليهم والتفاعل مع مقترحاتهم قبل المطالبة بحقوقهم. وأكد أن العمل الذي يقوم به المتصرفون ليس مجانيًا، بل هو جزء أساسي من الإصلاح، حيث يقومون بتطبيق السياسات العامة داخل المؤسسات التعليمية ويؤثرون بشكل مباشر في تحسين النظام التربوي.
وفي سياق آخر، دعا الدغمي إلى إجراء تقييم شامل لمسلك الإدارة التربوية، مشددًا على ضرورة الاعتراف بالمكانة الاعتبارية لهذا المسلك، الذي كان له دور كبير في الإصلاحات التي شهدتها المؤسسات التعليمية المغربية. وقال إن المتصرفين التربويين هم من قاموا بتنزيل العديد من البرامج الإصلاحية، وأسهموا في تحسين المنظومة التعليمية، رغم التحديات التي يواجهونها.
وأوضح أن المتصرفين التربويين كانوا جزءًا من عملية دعم وتطوير التعليم في المغرب، حيث بذلوا جهدًا كبيرًا في العمل خلال العطل الصيفية لتحسين بنية المؤسسات التعليمية. وأضاف أن العلاقة بين الإدارة التربوية وطواقم التدريس كانت حاسمة في نجاح عمليات الدعم التربوي، وهو ما ساعد في رفع مستوى الأداء داخل المدارس.
وأكد الدغمي أن النقابة تطالب بمزيد من الاستقلالية والحقوق للمتصرفين التربويين، مشيرًا إلى أن النظام الأساسي للنقابة يجب أن يتضمن مواد تضمن لهم دورًا أكبر في المؤسسات التعليمية. ودعا الوزارة الوصية إلى دعم المتصرفين ومنحهم هامشًا أكبر من الحرية للتدخل في شؤون التعليم بما يعود بالنفع على العملية التعليمية.
في ختام كلمته، شدد الدغمي على أن رسالة هذا المؤتمر ستكون واضحة، موجهًا دعوة للتعاون والتضامن من أجل تحسين الوضع التربوي في الجهة وفي البلاد ككل.
المصدر : فاس نيوز