مبادرة منحة دعم التشغيل لتعزيز فرص العمل المستدام وتقليص الفجوة بين الأرياف والمدن

في الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، طرحت السيدة النائبة تساؤلات هامة حول ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب والنساء في المغرب، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر وضوحًا في المناطق الريفية والمدن الصغرى. وأكدت أن هذه الأزمة تعد مشكلة معقدة تتداخل فيها العديد من العوامل، مثل تأثيرات جائحة كورونا، الحرب الروسية الأوكرانية، وتوالي سنوات الجفاف، التي كان لها تأثير مباشر على العاملين في القطاع الفلاحي، مما ساهم في ارتفاع معدلات البطالة وتوسيع الفجوة بين شباب القرى والمدن.

وأوضحت النائبة أن الحكومة اتخذت بعض الإجراءات لمواجهة هذا التحدي، من بينها دعم مراكز التكوين وتحسين جاذبية التشغيل في مختلف المجالات. كما طالبت بضرورة إنشاء مركز للتكوين المهني في مدينة أصيلة التي عانت من التهميش في ظل الحكومات السابقة. وذكرت أن شباب المدينة يعانون من قلة الفرص، سواء بالنسبة لمن لا يحملون الشهادات أو الذين يحملون شهادات ولكن لا يجدون فرص عمل حقيقية.

وفي رده على هذه التساؤلات، أكد السيد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، أن الحكومة تقوم بتنفيذ مجموعة من التدابير والبرامج من أجل محاربة البطالة، أبرزها برنامج “أوراش” في نسخته الثانية، الذي يستهدف توفير فرص عمل لفئة الشباب. وأوضح الوزير أن الحكومة خصصت منحة مالية قدرها 1500 درهم لكل شخص يعمل في مشروع يساهم في إدماج الشباب في سوق العمل لمدة لا تقل عن 12 شهرًا.

كما أشار السكوري إلى أن الوزارة تسعى لتحقيق تشغيل مستدام من خلال دعم المقاولات التي تعمل على توظيف الشباب. وأكد أن الحكومة تستهدف تعزيز التعاون مع الشركات والمقاولات لضمان دفع أجور لائقة للشباب، وذلك في إطار “الورش” الذي يعزز من العمل المستدام بدل العمل المؤقت. وذكر الوزير أن النتائج كانت إيجابية، حيث تم تشغيل حوالي 22 ألف شخص في فترة قصيرة جدًا من خلال هذه البرامج.

وأشار الوزير أيضًا إلى أن هناك طلبًا من المقاولات لتمديد هذه البرامج، حيث تساهم هذه المقاولات في دفع الأجور لموظفيها عبر المنحة، وهو ما يساعد في تغطية جزء من الرواتب. وأعلن الوزير أن الحكومة ستواصل دعم هذه المبادرات المالية، مؤكداً أنه سيتم تخصيص مليار درهم في عام 2025 لتمويل المزيد من هذه البرامج، مشيرًا إلى أن هناك نحو 900 ألف شخص في البلاد ليس لديهم شهادات دراسية، مما يجعلهم مؤهلين للاستفادة من هذه البرامج وأخرى مستقبلية.

المصدر: فاس نيوز