تواصل المؤسسات السجنية بالمغرب تعزيز دورها الإنساني والاجتماعي من خلال برامج متنوعة تهدف إلى تحسين ظروف النزلاء، سواء من الناحية الصحية أو الاجتماعية، بما ينسجم مع التزامات المملكة في مجال حقوق الإنسان والمعايير الدولية. ويبرز السجن المحلي بتاونات كنموذج يحتذى به في هذا السياق، خاصة من خلال انخراطه الفعّال في المبادرات الوطنية التي تسعى إلى تحقيق التكافؤ والإنصاف في تقديم الخدمات للنزلاء.
في خطوة هامة، احتضن السجن المحلي بتاونات يوم أمس، 30 دجنبر 2024، الحفل الافتتاحي للحملة الوطنية لتصحيح الإعاقة السمعية التي أطلقتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. تهدف هذه الحملة إلى دعم النزلاء الذين يعانون من مشاكل في السمع من خلال توفير أجهزة تصحيح متطورة، وقد تم بالفعل توزيع 50 جهازًا لتصحيح السمع على نزلاء السجن المركزي بالقنيطرة، والسجن المحلي بآيت ملول، والسجن المحلي ببويزكارن، في حين ستستمر الحملة لتشمل مؤسسات سجنية أخرى.
لا يقتصر دور السجن المحلي بتاونات على تقديم هذه المبادرة فحسب، بل يمتد إلى توفير برامج شاملة تستهدف تحسين جودة حياة النزلاء وتعزيز فرص إعادة إدماجهم في المجتمع بعد قضاء عقوبتهم. ويعكس هذا النهج رؤية المندوبية العامة لإدارة السجون التي تسعى إلى إضفاء طابع إنساني على المؤسسات العقابية من خلال تقديم خدمات صحية واجتماعية متكاملة تلبي احتياجات النزلاء وتعزز كرامتهم الإنسانية.
تشكل هذه المبادرات محطة بارزة في مسار تطوير المؤسسات السجنية بالمغرب، مما يعزز مكانتها كفضاءات لإعادة التأهيل والإدماج بدلًا من كونها مجرد أماكن للاحتجاز. وبفضل هذه الجهود، تواصل المملكة المضي قدمًا نحو تعزيز حقوق الإنسان وتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون خلف أسوار السجون.
المصدر: فاس نيوز