شهد إقليم ورزازات وعدة مناطق أخرى بالمملكة المغربية خلال الأيام القليلة الماضية تساقطات ثلجية غزيرة، مما أثار تفاؤلاً حذراً بشأن تحسن الوضع المائي في البلاد. وتأتي هذه التساقطات في وقت يواجه فيه المغرب أزمة مائية حادة نتيجة الجفاف وتغير المناخ.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الثلوج في انتعاش الفرشات المائية والرفع من الموارد المائية في مختلف المناطق. ويأتي هذا في ظل وضع مائي حرج، حيث سجل المغرب عجزاً في التساقطات المطرية بنسبة 70% مقارنة بالمعدل العادي خلال الفترة من سبتمبر إلى منتصف يناير 2024.
وتشير التقارير إلى أن نسبة ملء السدود في المغرب بلغت 23.2% فقط، مقارنة بـ 31.5% خلال نفس الفترة من العام الماضي. وقد دفع هذا الوضع الحكومة المغربية إلى تقديم خطة طوارئ لمواجهة أزمة المياه، تتضمن تخصيص 14 مليار دولار للبرنامج الوطني للتزويد بمياه الشرب والري.
ورغم أن هذه التساقطات الثلجية تبعث على الأمل، إلا أن خبراء المناخ يحذرون من أن المغرب قد يواجه مستوى عالٍ جداً من الإجهاد المائي بحلول عام 2040. وتشير التوقعات إلى أن تغير المناخ قد يتسبب في اختفاء 80% من الموارد المائية المتاحة في المغرب خلال الـ 25 عاماً القادمة.
وفي ظل هذه التحديات، يبقى من الضروري اتخاذ إجراءات شاملة لإدارة الموارد المائية بشكل أكثر كفاءة، وتطوير استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية المائية وتقنيات الري الحديثة. فالتساقطات الثلجية الأخيرة، رغم أهميتها، تبقى خطوة صغيرة في مواجهة تحدٍ كبير يتطلب جهوداً متواصلة ومتكاملة.
عن موقع: فاس نيوز