في الآونة الأخيرة، أثار الموقف الذي اتخذه الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال اجتماع لمجلس الأمن جدلاً واسعاً. حيث لم يرفض إعطاء الكلمة لممثل إسرائيل، ولم ينسحب من الاجتماع، مما أثار تساؤلات حول دوافعه ونتائج هذا التصرف.
**** أسباب عدم الرفض أو الانسحاب
- التزام دبلوماسي: قد يكون قرار بن جامع بعدم رفض الكلمة أو الانسحاب ناتجاً عن التزام دبلوماسي يتطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التعامل مع جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل. فمجلس الأمن هو منصة عالمية تهدف إلى معالجة القضايا الدولية، وقد يُعتبر الانسحاب أو الرفض غير مناسب في سياق العمل الدبلوماسي.
- تجنب التصعيد: من الممكن أن يكون الممثل الجزائري قد أراد تجنب تصعيد التوترات خلال الاجتماع. الانسحاب أو الرفض قد يؤدي إلى توتر إضافي في العلاقات بين الجزائر وإسرائيل، وهو ما قد يؤثر سلباً على موقف الجزائر في قضايا أخرى تتعلق بالسلام والأمن الإقليمي.
- توجهات سياسية: الجزائر تسعى إلى تعزيز موقفها كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية. من خلال السماح لممثل إسرائيل بالتحدث، يمكن أن يُنظر إلى ذلك على أنه خطوة نحو تعزيز الحوار حول القضية الفلسطينية بدلاً من الانغلاق على الذات.
**** ردود الفعل
- استنكار داخلي: أثار هذا الموقف استنكاراً بين بعض الأوساط السياسية والشعبية في الجزائر، حيث اعتبر البعض أن السماح لإسرائيل بالتحدث يعد تنازلاً عن المواقف الثابتة للجزائر تجاه القضية الفلسطينية.
- تأكيد المواقف الرسمية: بالرغم من ذلك، أكد بن جامع في كلمته على دعم الجزائر الثابت لفلسطين ورفض أي محاولات للتطبيع مع إسرائيل، مما يعكس استمرار السياسة الجزائرية الرافضة للاعتراف بإسرائيل.
**** الخلاصة
إن موقف عمار بن جامع بعدم رفض إعطاء الكلمة لممثل إسرائيل وعدم الانسحاب من الاجتماع يعكس تعقيدات الدبلوماسية الدولية التي تتطلب أحيانًا اتخاذ خطوات غير متوقعة. بينما يُعتبر هذا التصرف مثيرًا للجدل في الجزائر، إلا أنه قد يُفسر كجزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تعزيز الحوار حول القضايا الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
عن موقع: فاس نيوز