“طلق لحمام يطير إلى ما قديتيش عليه”، عنوان لأغنية شعبية مغربية، يمكن اعتباره الشعار أو العنوان الأنسب والأقرب، لوصف موقف وتصريحات و موجة غضب شريحة كبيرة من مناضلي و مناضلات حزب الحمامة بالعاصمة العلمية، و خاصة بالدائرة الحزبية “فاس الجنوبية”.
فالمتتبعون و المختصون بالتنظيمات السياسية و الحزبية بفاس، يجمعون على تراجع تماسك و تراص و تنسيق القواعد الحزبية لحزب الحمامة، و الذي ظهرت بوادره مؤخرا بمقاطعة جنان الورد.
تراجع بحد وصف عدد من مناضلي الحزب، يرجع بالأساس إلى غياب التواصل المستمر و غياب أدوار الحزب المنوطة محليا، و خيبة الأمل في الوعود المقدمة مسبقا من لدن منتخبي الحزب، و منسقهم بفاس الجنوبية، بالإضافة إلى غياب شفافية و وضوح أدوار الحزب التأطيرية و التنظيمية المنصوص عليها في القوانين المنظمة للحزب.
وما يزكي موقف هؤلاء المتتبعين و المختصين السياسيين بفاس أيضا، هو موجة السخط و عدم الرضا التي سبقت كواليس انعقاد اللقاء التواصلي، المنظم من لدن الشبيبة التجمعية فرع أكدال، و الذي أختير له عنوان ” الحصيلة الحكومية و مناقشة التحديات التنموية”، بمقر الحزب الجهوي بفاس، نهاية الأسبوع المنصرم، إذ أقل ما يمكن استخلاصه عقب متابعة اطوار هذا اللقاء هو المثل الشعبي القائل : ” قولوا العام زين”، فجل المتدخلين أثنوا بالرضا و الثناء على النتائج الموصوفة حسب وجهة نظرهم بالجد إيجابية، التي حققتها الحكومة بقيادة حزب الحمامة وطنيا و جهويا و محليا، راكبين فيها على النتائج المحققة في المدن المستضيفة للمونديال، متناسين في نفس الآن جملة المشاكل الوطنية و الجهوية و المحلية التي يتخبط فيها المواطن، و هو ما زاد من شدة غضب و احتقان ثلة من مناضلي الحزب بمقاطعة جنان الورد و الذين حضروا أيضا اللقاء.
الإحتقان و موجة الغضب التي سبقت اللقاء، دفع بمنسق فاس الجنوبية مباشرة بعد نهاية اللقاء،و بصفة استعجالية إلى عقد اجتماع طارئ و مغلق مع مناضلي منطقة جنان الورد، بمعية عضوة المكتب السياسي للحزب، كانت الغاية منه، الدعوة إلى ضبط النفس و عدم كشف المشاكل الداخلية للحزب لوسائل الإعلام و المتابعين خصوصا و أن الحزب يقود فرق الأغلبية.
جدير بالذكر أيضا، أن لقاء سياسيا و رياضيا نظمه الحزب بدائرة فاس الجنوبية، و بالضبط بمقاطعة جنان الورد نهاية الأسبوع المنصرم، و الذي حضره عدد من أطر و منتخبي الحزب، شهد خروج أحد مناضلي الحزب ذو الشعبية و المشهور بالمنطقة، في خضم النشاط للتعبير عن سخطه و تدمره، من الطريقة التي يشتغل بها الحزب، و عن تدمره أيضا من موجة الإقصاء في صوف مناضليه الشرفاء بالمنطقة.
وارتباطا بنفس السياق، و منذ تقسيم تنسيقية حزب التجمع اوطني للأحرار بفاس إلى تنسيقيتين شمالية و جنوبية، و الحزب يتخبط في حملة من التشنجات، و التي أفرزها منطق الموالات إبان التنسيقية الموحدة المنفرطة و التي كان مركزها بأولاد الطيب نواحي فاس.
بقلم عبد الله الشرقاوي –فاس-
إعلامي
طالب باحث بالقانون العام
مهتم بالشأن السياسي
عن موقع: فاس نيوز