خط الملاحة البحرية أكادير-داكار: نقلة نوعية في تبادل التجارة بين المغرب وأفريقيا

تُعتبر الخط الملاحي الجديد الذي يربط بين أكادير وداكار، والذي تم تدشينه في 11 ديسمبر 2024، بمثابة نقطة تحول حقيقية في تعزيز التبادلات التجارية بين المغرب ودول أفريقيا جنوب الصحراء. من المقرر أن يبدأ هذا الخط في العمل في فبراير 2025، مما يُعِد بتحويل ديناميكية التجارة في المنطقة عبر تسهيل نقل البضائع وتقليل التكاليف وأوقات النقل.

أعلن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) مؤخرًا عن زيادة ملحوظة في صادرات المغرب من الحمضيات، التي من المتوقع أن تصل إلى 597,000 طن بحلول عام 2025، بزيادة تصل إلى 31%. ويعود هذا النمو إلى عاملين رئيسيين: الأول هو تحسن الظروف المناخية واعتماد تقنيات متطورة في إدارة المياه، والثاني هو تعزيز العلاقات التجارية بين المغرب ودول غرب أفريقيا، وهو ما سيساهم فيه الخط الملاحي الجديد.

وفي هذا السياق، أشار إدريس بوتي، رئيس جهة أغادير سوس ماسة داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، إلى أن هذه الخطوط لا تهدف فقط إلى خدمة داكار، بل تسعى أيضًا لربط جميع دول غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، والتي تمثل سوقًا محتملًا يضم حوالي 350 مليون نسمة. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوط في نقل 6,000 شاحنة سنويًا من أصل 60,000 شاحنة تحتاجها السوق لتلبية الطلب المتزايد.

كما يتشارك كاسم بناني سميرس، رئيس الفيدرالية المغربية للحمضيات (ماروك سيترس)، هذا التفاؤل. حيث أشار إلى أن تنويع الأسواق الأفريقية أصبح ضروريًا لتعويض الانخفاض في الصادرات نحو روسيا. وتظهر الإحصائيات زيادة ملحوظة في التبادلات التجارية مع أفريقيا، مما يجعل خط أغادير-داكار فرصة استراتيجية لتحفيز هذه التبادلات.

علاوة على ذلك، سيساهم هذا الخط البحري في تقليل الوقت اللازم للنقل بشكل كبير. حيث يستغرق النقل البري حاليًا بين أغادير وداكار ما بين 9 إلى 10 أيام، بينما سيقلص الخط البحري هذه المدة إلى 56 ساعة فقط. ويعد هذا التوفير الزمني أمرًا حيويًا لنقل المنتجات الطازجة.

تندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية أوسع للمغرب تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية مع أفريقيا جنوب الصحراء. وقد تساهم أيضًا في تحقيق توازن تجاري أفضل بين السنغال والمغرب، حيث بلغت واردات المغرب من السنغال 123 مليار فرنك أفريقي في عام 2023 مقابل صادرات سنغالية بلغت 19 مليار فرنك أفريقي فقط.

في الختام، يمثل خط الملاحة البحرية أكادير-داكار تقدمًا كبيرًا في تعزيز التبادلات التجارية بين المغرب وشركائه الأفارقة، مما يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد لكل من البلدين وما وراءهما.

عن موقع: فاس نيوز