تغييرات في سياسة التأشيرات الفرنسية تجاه المغرب العربي لتحقيق توازن بين ثلاثة أهداف: الأمن، إدارة الهجرة، والجاذبية

أظهرت السياسة الفرنسية المتعلقة بالتأشيرات تجاه المغرب العربي قصورها. وفي ضوء هذا الفشل، يعتزم الرئيس إيمانويل ماكرون تغيير الاتجاه.

واعترف ماكرون بوجود قصور في السياسة الفرنسية للتأشيرات تجاه المغرب والجزائر، مشيرًا إلى أنها أدت إلى انخفاض في إصدار تأشيرات الإقامة في فرنسا و”أضرت بسمعتنا وصورتنا دون أن تحسن كثيرًا من فعاليتنا.” وأكد أن هذا لا يعني التوجه نحو التساهل، بل يجب أن تكون هناك سياسة صارمة تسمح بالتكييف الذكي وتبسيط عملية التأشيرات.

وكان تقرير بول هيرملين، الذي تم تقديمه إلى وزيري الداخلية والخارجية في أبريل 2023، قد أشار بالفعل إلى هذا الفشل، كاشفًا عن زيادة في معدل الرفض من 10.7% في عام 2010 إلى حوالي 17% في عام 2023. وقد اختارت السلطات الفرنسية تشديد السياسة لتعزيز السيطرة على تدفقات الهجرة والأمن، ومكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب التأشيرات بشكل فعال. ومع ذلك، لم تحقق هذه التدابير النتائج المتوقعة.

علاوة على ذلك، أدى تشديد سياسة التأشيرات إلى خلق المزيد من المشاكل بدلاً من حلها. فقد أدى ذلك إلى توتر العلاقات مع دول مثل المغرب والجزائر، وتقليل التبادلات الاقتصادية والثقافية، وتعزيز ظهور شبكات الوسطاء. كما أن تقليص عدد الموظفين في القنصليات الفرنسية أدى إلى زيادة فترات معالجة طلبات التأشيرة، حيث ينتظر المتقدمون أحيانًا حتى عشرة أسابيع للحصول على موعد بسيط.

واستجابةً لظاهرة الوسطاء المتزايدة في البلدان ذات الضغط الهجري العالي—حيث يمثل الحصول على تأشيرة قضية مهمة—يوصي تقرير هيرملين بتبني نظام “تخصيص” المواعيد لضمان “تأمين العملية”. كما يشير التقرير إلى وجود شذوذ: حيث تم توقيع 120 اتفاقية شراكة تهدف إلى تسهيل إصدار التأشيرات مع الجزائر، بينما لم يتم توقيع أي اتفاق مع المغرب. لتغيير هذا الوضع، يوصي بإعادة هيكلة الشبكة وزيادة عدد موظفي القنصليات.

فبينما يدعو إلى تعزيز الرقابة، يطالب التقرير بتحقيق توازن بين ثلاثة أهداف: الأمن، وإدارة الهجرة، والجاذبية، بهدف تسهيل دخول “المجموعات المستهدفة” (المواهب، رجال الأعمال…). علاوة على ذلك، تخطط فرنسا لإطلاق تأشيرة إلكترونية شنجن بحلول عام 2026. ستسمح هذه الإصلاحات بإلغاء الحاجة لمواعيد القنصلية ولصاقات التأشيرات؛ مما سيقلل من الاحتيال ويعزز الأمان ويحقق وفورات في الوقت والمال.

عن موقع: فاس نيوز