ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال: 81 عامًا من الكفاح الوطني والبناء

يحتفل الشعب المغربي اليوم، 11 يناير 2025، بالذكرى الحادية والثمانين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تمثل محطة تاريخية بارزة في مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار. ففي مثل هذا اليوم من عام 1944، قام قادة الحركة الوطنية، بالتنسيق مع الملك محمد الخامس، بتقديم الوثيقة إلى سلطات الحماية الفرنسية، مطالبين باستقلال المغرب ووحدته الترابية.

تعتبر هذه الوثيقة تجسيدًا لإرادة الشعب المغربي في التحرر من نير الاستعمار، وقد جاءت نتيجة لسنوات من النضال والمقاومة. حيث تضمنت مطالب رئيسية تشمل إقامة حكومة دستورية ديمقراطية تضمن حقوق جميع فئات المجتمع المغربي، وهو ما يعكس تطلعات المغاربة نحو الحرية والكرامة.

دلالات تاريخية

تُعد وثيقة المطالبة بالاستقلال علامة فارقة في تاريخ الحركة الوطنية المغربية. فقد شهدت البلاد احتجاجات واسعة في عدة مدن مثل فاس والرباط وسلا، حيث خرج المغاربة للتعبير عن دعمهم لمطلب الاستقلال. لكن السلطات الاستعمارية قابلت هذه الاحتجاجات بالقمع، مما أسفر عن اعتقالات وسقوط ضحايا، وهو ما اعتبره المؤرخون “توقيعًا على الوثيقة بالدماء”.

أهمية الذكرى

تجسد ذكرى 11 يناير رمزًا للصمود والعزيمة لدى الشعب المغربي. فهي تذكر الأجيال الجديدة بالمبادئ والقيم الوطنية التي تضمن وحدة البلاد واستقلالها. كما أنها تدعو إلى استلهام الدروس من التاريخ لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

اليوم، يحتفل المغاربة بهذا الحدث التاريخي من خلال فعاليات ثقافية وتاريخية تعزز الوعي الوطني وتسلط الضوء على أهمية النضال من أجل الحرية والاستقلال. إن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي دعوة مستمرة للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة والترابط بين جميع مكونات المجتمع المغربي.

عن موقع: فاس نيوز