عودة دونالد ترامب: فصل جديد في العلاقات الأمريكية المغربية

تُعلن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 عن عصر جديد للعلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب. بعد فترة رئاسية سابقة اتسمت بتغييرات استراتيجية، يُنظر إلى ترامب كحليف مهم لرباط، خاصة في ظل الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، وهي خطوة اتخذت في عام 2020 وقد تتعزز تحت إدارته المقبلة.

تُعتبر التعاون العسكري أحد الجوانب الرئيسية في العلاقات الثنائية. فقد أصبح المغرب شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في إفريقيا، ومن المتوقع أن يتعزز هذا التعاون من خلال برامج مثل “تمرين الأسد الإفريقي” “African Lion”، التي تعزز من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة. كما قد تؤدي عودة ترامب إلى زيادة المساعدات العسكرية والاستثمارات في البنية التحتية المغربية، مما يعزز مكانة المغرب كمحور إقليمي في مواجهة قوى مثل الصين وروسيا.

على الصعيد الاقتصادي، قد تتعمق العلاقات بين البلدين بفضل اتفاقية التجارة الحرة الموقعة منذ عام 2006. حيث وصلت الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة إلى نحو 4 مليارات دولار في عام 2022. ومع إدارة ترامب الجديدة، يمكن أن تحظى المبادرات في قطاعات رئيسية مثل الطاقة المتجددة بدعم أمريكي أكبر، مما يعزز دور المغرب كمركز اقتصادي في إفريقيا.

يظل تطوير الأقاليم الجنوبية أولوية استراتيجية للمغرب، ويمكن أن تلعب الخبرة الأمريكية دورًا هامًا في هذا السياق. مع إطلاق خطة تطوير طموحة في عام 2020، قد تساعد التعاون مع الولايات المتحدة على تنويع مصادر التمويل وتسريع تنفيذ المشاريع الحيوية.

يمثل القطاع السياحي أيضًا إمكانيات كبيرة. حيث يأتي أكثر من 400,000 زائر أمريكي سنويًا إلى المغرب، ويمكن أن تؤدي زيادة الرحلات المباشرة بين البلدين إلى تعزيز هذا القطاع بشكل أكبر. يمكن أن تسهم إدارة ترامب في تسهيل الشراكات للترويج للمغرب كوجهة سياحية في الولايات المتحدة.

أخيرًا، توفر co-تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال فرصة فريدة للمملكة لإظهار قدراتها التنظيمية. وقد تُشارك الولايات المتحدة، التي ستستضيف كأس العالم 2026، خبراتها لضمان نجاح هذا الحدث العالمي.

باختصار، قد تُعزز عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الروابط الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب، وتفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.

عن موقع: فاس نيوز