تواصل لجنة اليقظة والمتابعة المسؤولة عن إعادة الإعمار في محافظة الحوز جهودها المستمرة وتدخلاتها في مختلف الجماعات المحلية المتضررة من الزلزال، وذلك لتنفيذ برنامج إعادة الإعمار وإعادة تأهيل المناطق المتضررة. ويشمل ذلك تقديم الدعم المباشر اللازم لإعادة توطين السكان المتأثرين وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة.
سجلت أعمال إعادة الإعمار في المحافظة معدلات إنجاز متقدمة، بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلتها السلطات المحلية بالتنسيق الوثيق مع جميع الشركاء والخدمات والدوائر الحكومية المعنية، التي تظل متحركة طوال هذه الفترة، وتعمل بجدية وديناميكية مستمرة، مما سمح بتسريع عمليات إعادة الإعمار.
لتسهيل هذه العملية، تم إجراء إحصاء دقيق للسكان من قبل لجان مختلطة مكلفة بتقييم الحالات بشكل فردي لتحديد المستفيدين من الدعم المالي بناءً على فحص تقني للمباني المتضررة في الميدان.
تشير الزيارات إلى دوار النمار في جماعة تامصلوحت ودوار آيت مبارك في جماعة دار جماعة إلى أن معظم الأسر قد عادت إلى منازلها الجديدة واستأنفت أنشطتها الطبيعية، التي تعتمد بشكل أساسي على الأنشطة الزراعية، وذلك بفضل تنفيذ برنامج إعادة التوطين وإعادة تأهيل البنية التحتية.
في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد أفراد من الأسر المعنية أن إعادة تأهيل المناطق المتضررة تسير في ظروف جيدة، وذلك بفضل العناية السامية التي يوليها الملك محمد السادس للسكان في المناطق المتأثرة بالزلزال، مما يوفر لهم فرصة العيش في ظروف لائقة.
نورد الدين آيت الحاج العباس، أحد السكان الذين استفادوا من الدعم المباشر لإعادة الإعمار في دوار النمار بجماعة تامصلوحت، عبر عن تقديره للدعم والمساندة والجدية التي أظهرتها السلطات المحلية طوال هذه العملية لإعادة الإعمار بهدف التغلب على تداعيات الزلزال وبدء صفحة جديدة.
من جانبه، أشار محمد بحرور، أحد سكان دار جماعة (دوار آيت مبارك)، إلى أن الأشخاص المعنيين يتلقون بانتظام المساعدة المباشرة، مما ساهم في استئناف النشاط الطبيعي وسير أعمال إعادة الإعمار بشكل جيد.
في الواقع، لا تدخر السلطات المحلية جهدًا لضمان تنفيذ برنامج إعادة الإعمار وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
في هذا السياق، أشار حسن العبيدي من لجنة اليقظة والمتابعة إلى أن بناء وإعادة تأهيل المنازل المتضررة قد اكتمل في زمن قياسي بالنسبة لـ 9,600 وحدة سكنية، مضيفًا أن هذا الرقم من المتوقع أن يصل إلى 12,000 وحدة بحلول نهاية شهر يناير.
كما أوضح العبيدي أن الأعمال المتعلقة بـ 11,227 وحدة سكنية جارية، بينما 3,783 مبنى في مرحلة الإنجاز، علمًا أن عمليات البناء بدأت في أبريل 2024.
وفي نفس السياق، أشار حسن إغيغي من لجنة اليقظة والمتابعة إلى أن عملية إعادة الإعمار واجهت، خلال المراحل الأولى، قيودًا موضوعية تم التغلب عليها، مشيرًا بشكل خاص إلى وجود مناطق ذات مخاطر صنفتها المختبرات العامة للاختبارات والدراسات كمناطق ممنوع فيها البناء أو تخضع لشروط صارمة.
كما تحدث عن التضاريس الجبلية الوعرة للمحافظة وارتفاع تكلفة نقل مواد البناء ونقص اليد العاملة، موضحًا أن بناء 26,228 وحدة سكنية يتطلب 4 عمال لكل منزل، أي ما مجموعه 104,000 عامل، وهو عدد غير متوفر في المحافظة.
بالتوازي مع هذه الجهود الدؤوبة المبذولة في إطار عملية إعادة الإعمار وإعادة التأهيل التي تسير بوتيرة متسارعة، شهدت محافظة الحوز أيضًا تنفيذ عدد كبير من مشاريع التنمية التي ساهمت بشكل إيجابي في تجاوز تداعيات الزلزال.
عن موقع: فاس نيوز