اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يبعث الأمل وسط تحديات معقدة

أُعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ما أثار بصيص أمل في تهدئة صراع دموي استمر لأكثر من خمسة عشر شهرًا وأثقل كاهل المنطقة. الاتفاق، الذي جاء بوساطة قطرية ودعم أمريكي، يتضمن إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني، إلى جانب انسحاب إسرائيلي من المناطق المحتلة في غزة وفتح المعابر الإنسانية.

ورغم الترحيب الدولي بهذا التطور، إلا أن هشاشة الاتفاق تظل واضحة، خاصة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص منذ الإعلان عن التفاهم. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد وضغوطًا سياسية داخلية متزايدة، يبدو أنه يستغل أجواء الحرب لتعزيز موقفه السياسي. في الوقت ذاته، تلوح في الأفق تأثيرات محتملة لعودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي وتأثيرها على ديناميكيات المنطقة.

الاتفاق يتضمن أيضًا تدابير إنسانية مهمة تشمل إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا وتوفير حلول إيواء عاجلة لأكثر من 2.2 مليون نازح. ومع ذلك، فإن غياب ضمانات واضحة لاستمرار وقف إطلاق النار بعد المراحل الأولى من الاتفاق يثير مخاوف بشأن استدامة هذه التهدئة.

الوضع الاقتصادي في غزة يضيف مزيدًا من التعقيد، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الدولية، بينما يتجاوز معدل البطالة 45%. وتُقدر تكلفة إعادة الإعمار بنحو 7 مليارات دولار لإصلاح البنية التحتية الأساسية، مما يجعل الوفاء بالالتزامات الدولية أمرًا حاسمًا لتجنب تجدد العنف.

في النهاية، يمثل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تهدئة مؤقتة للصراع، لكن مستقبل المنطقة يظل غامضًا. إن التزام الأطراف المعنية بتنفيذ بنود الاتفاق ومواصلة الضغط الدولي سيكونان عاملين أساسيين لتحويل هذه الهدنة الهشة إلى فرصة حقيقية لتحقيق سلام دائم.

عن موقع: فاس نيوز