في جلسة الأسئلة الشفهية التي انعقدت يوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، أثار وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت انتباه الحاضرين بإعلانه عن خطوات مهمة تهدف إلى تطوير قطاع النقل الحضري في المغرب. في تصريحاته التي جاءت ضمن نقاشات حول التحديات التي يواجهها قطاع النقل في المدن الكبرى، أكد الوزير على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة وفعّالة للنقل الحضري، مشيرًا إلى أن الدولة بصدد اتخاذ تدابير استراتيجية لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال.
وفي بداية حديثه، أبرز لفتيت المشاكل التي يعاني منها قطاع النقل الحضري، متطرقًا إلى أزمة الحافلات المهترئة التي باتت تشكل تحديًا كبيرًا في العديد من المدن المغربية. وأوضح أن الوزارة عملت على تحديد أبرز المشاكل التي تواجه هذا القطاع، مشيرًا إلى أن الحكومة ستقوم بتحول جذري في كيفية تدبير وتنظيم النقل الحضري.
وأكد الوزير على أن الحكومة بصدد اتخاذ خطوة هامة تتمثل في فصل تام بين استثمار الدولة في شراء الحافلات وتسيير هذا القطاع. وقال: “الدولة هي التي ستتكفل بشراء الحافلات الحديثة والعصرية، بينما سيتم تسليم مسؤولية التشغيل إلى شركات مؤهلة عبر شراكات مع الجماعات الترابية.”
كما أشار لفتيت إلى أن الوزارة قامت بإطلاق مجموعة من الدراسات المتعمقة حول النقل الحضري في مدن الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، ومراكش. وأوضح أن هذه الدراسات تركز على تحليل أوجه القصور في النظام الحالي، وتهدف إلى تحديد أفضل السبل لتحسين النقل من خلال اعتماد تقنيات حديثة وذكية.
وفيما يخص المشاريع القادمة، أكد وزير الداخلية أن هناك مشاريع مهيكلة قيد التنفيذ في عدد من المدن الكبرى، بما في ذلك الرباط والدار البيضاء وأكادير. كما ذكر أن الوزارة ستستثمر ما يقرب من 11 مليار درهم في تطوير أسطول النقل الحضري، مع التركيز على شراء 3746 حافلة جديدة. وأضاف أن هذه الحافلات ستكون بمواصفات عالية الجودة، ما سيساهم في تحسين الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل ملحوظ.
ولفت الوزير إلى أن الحكومة تتطلع إلى أن تكون هذه المبادرة جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى تحسين النقل الحضري على مستوى المملكة بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أن المدن المغربية ستشهد تحولًا كبيرًا في البنية التحتية للنقل خلال السنوات المقبلة.
وفي الختام، أكد لفتيت أن الوزارة ستواصل التنسيق مع السلطات المحلية والشركاء الخواص لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، مشددًا على أهمية الشراكة الفعالة بين جميع الأطراف لضمان نجاح هذا التحول المحوري في قطاع النقل الحضري.
المصدر: فاس نيوز