في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وبلجيكا، استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، معالي السيد برنار كوينتان، وزير الخارجية البلجيكي، الذي قام بأول زيارة رسمية له للمغرب في يوم الأربعاء 29 يناير 2025. هذه الزيارة التي تأتي في وقت مهم من تاريخ العلاقات بين البلدين، شهدت تأكيد الطرفين على عمق الروابط الثنائية والتي تشمل الجوانب السياسية، الاقتصادية، والإنسانية.
وأكد بوريطة في تصريحاته أن العلاقات بين المغرب وبلجيكا قد شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، قائلاً إن “العلاقة بين المغرب وبلجيكا هي علاقة قوية، ونحن نحتفل السنة المقبلة بمرور أكثر من 150 عاماً على اتفاق التعاون والصداقة بيننا.” وأضاف أن هذه العلاقة ترتكز على روابط إنسانية، من خلال وجود أكثر من 600 ألف مغربي في بلجيكا، بالإضافة إلى الوجود المتزايد للجالية البلجيكية في المغرب التي تبلغ حوالي 5000 شخص.
وتابع بوريطة قائلاً إن هناك اتفاقاً بين البلدين على تعزيز التعاون في مجالات عدة، مؤكداً أن “العلاقة بيننا ليست فقط على مستوى الحكومات، بل هي علاقة بين الدولتين، حيث يتعامل المغرب مع بلجيكا كدولة ذات سيادة، وبلجيكا تعامل المغرب بالمثل.” ولفت إلى أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوضيح الأولويات الاستراتيجية لكل طرف، إضافة إلى الحاجة المستمرة للتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أشار بوريطة إلى أن بلجيكا تعد شريكاً مهماً للمغرب، موضحاً أن “بلجيكا هي الشريك التجاري الخامس للمغرب، بينما المغرب يعد الشريك التجاري الرابع لبلجيكا، لكننا لم نصل بعد إلى استغلال كافة الفرص المتاحة في مجال التعاون التجاري.” كما شدد على ضرورة تطوير آليات استراتيجية مشتركة تعزز من العلاقات الاقتصادية وتزيل العوائق التي قد تعيق النمو المشترك.
من جانب آخر، تحدث بوريطة عن قضية الصحراء المغربية، حيث أكد أن موقف بلجيكا من هذه القضية قد شهد تطوراً إيجابياً في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن “قضية الصحراء هي معيار لقياس قوة العلاقات ومصداقية الشراكات بين الدول.”
كما استعرض وزير الخارجية المغربي التعاون في المجالات الأمنية والقنصلية، مبيناً أن هناك تطوراً مهماً في التعاون بين البلدين في هذه المجالات، بما في ذلك الهجرة السرية ومكافحة شبكات التهريب، مؤكداً أن المغرب يتعامل مع قضايا الهجرة بحس من المسؤولية.
وفيما يخص القضايا الإقليمية، تحدث بوريطة عن تطابق المواقف بين المغرب وبلجيكا بشأن العديد من القضايا، سواء في القارة الإفريقية أو في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن البلدين يتعاونان في تعزيز الوحدة الترابية للدول ودعم الحوار لحل النزاعات.
ختاماً، أكد بوريطة أن زيارة الوزير البلجيكي كانت فرصة لتأكيد المبادئ التي تم التوافق عليها في الإعلان المشترك بين البلدين في أكتوبر 2024، والاتفاق على خريطة الطريق التي وضعت خلال اللجنة المشتركة العليا. وأعرب عن الرغبة المشتركة في تفعيل هذه الآليات وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المستقبل.
المصدر : فاس نيوز