المغرب يرسخ ريادته القارية.. توقيع اتفاقية تاريخية للربط الكهربائي مع موريتانيا

في خطوة استراتيجية كبرى تعزز مكانة المملكة المغربية كقطب إقليمي للطاقة، وقع طارق همان، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، اليوم 4 فبراير 2025 في نواكشوط، اتفاقية غير مسبوقة مع سيدي سالم محمد العبد، المدير العام للشركة الموريتانية للكهرباء (SOMELEC)، لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا، بحضور سفير جلالة الملك بموريتانيا، السيد حميد شبار.

ويأتي هذا المشروع ضمن الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تهدف إلى توطيد التعاون الإفريقي جنوب-جنوب وتعزيز الأمن الطاقي القاري. ويُعتبر الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا علامة فارقة في مجال الطاقة، حيث سيُسهم في تأمين إمدادات موثوقة للكهرباء، وتحقيق تكامل استراتيجي بين شبكات الكهرباء في المنطقة، مما سيفتح آفاقًا جديدة لتبادل الطاقة بين أوروبا وغرب إفريقيا، في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى في سوق الطاقة.

هذا الإنجاز، الذي يجسد الدينامية المغربية الفريدة في تطوير الطاقات المتجددة وتعزيز الاندماج الاقتصادي الإقليمي، يأتي ليؤكد مرة أخرى أن المملكة المغربية، بفضل سياساتها الحكيمة ورؤيتها المستقبلية، أصبحت قطبًا رئيسيًا للطاقة في القارة الإفريقية. في المقابل، تجد بعض الدول المجاورة نفسها عاجزة عن تأمين حاجياتها الطاقية، في وقت يمد فيه المغرب شبكاته إلى العمق الإفريقي، مشاركًا خبراته وإنجازاته مع أشقائه، في انسجام مع المبادرة الملكية الأطلسية، الرامية إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

وعقب توقيع الاتفاقية، انطلقت الفرق التقنية من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ونظيرتها الموريتانية، في العمل على تنفيذ هذا المشروع الطموح، الذي من شأنه أن يرسخ مكانة المغرب كمحور استراتيجي للطاقة، ليس فقط في إفريقيا، ولكن أيضًا على المستوى العالمي.

وبهذا الإنجاز الجديد، يجدد المغرب تأكيد تفوقه في ميدان الطاقات المتجددة والبنية التحتية الطاقية، مما يعزز موقعه الريادي، في وقت تعاني فيه بعض الدول المجاورة من أزمات كهربائية خانقة، تؤثر سلبًا على حياة شعوبها، وتكشف ضعف سياساتها التنموية. إنه الفرق بين الرؤية الملكية الحكيمة، والتخبط في الأوهام والشعارات الفارغة!