صيادون إسبان يحاولون تشويه سمعة الأسماك المغربية

في إسبانيا، تقوم جمعيات الصيادين بحملة ضد الأسماك القادمة من المغرب، متهمين إياها بعدم الامتثال للمعايير الأوروبية.

فقبل بضعة أسابيع، أطلق قطاع الصيد الإسباني حملة ضد ما تسميه بعض المنظمات المهنية “المنافسة غير العادلة” من دول المغرب العربي، التي تقول إنها “تُغرِق الأسواق الوطنية بمنتجات لا تحترم اللوائح المجتمعية التي يفرضها الاتفاق الأخضر الأوروبي”.

هذه الهجمة التي تستهدف بشكل خاص المنتجات البحرية القادمة من المغرب، تأتي في سياق القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي على صيد الأسماك بشباك الجر، مما يحد من نشاط الصيادين الإسبان.

ويقول مؤخرًا بارتولومي نافارو، رئيس جمعية في منطقة مورسيا، مشتكيا: “يتم تسويق أنواع مثل الهامور والسمك الأبيض بأحجام غير قانونية. على سبيل المثال، الهامور الذي يجب أن يبلغ طوله 45 سنتيمترًا على الأقل وفقًا للوائح الأوروبية، يصل إلى الأسواق بأحجام تبلغ بالكاد 20 أو 25 سنتيمترًا. أما السمك الأبيض، الذي يجب أن يكون طوله 20 سنتيمترًا على الأقل، يتم استيراده بأحجام تتراوح بين 10 و13 سنتيمترًا. من غير المقبول أن يُطلب منا احترام هذه المعايير بينما يُسمح بدخول منتجات لا تحترمها”.

ليس هذا فحسب، بل إن الصيادين الإسبان يهاجمون أيضًا جودة الأسماك المغربية، واصفين إياها بأنها “تشكل خطرًا على الصحة العامة”. بالإضافة إلى التصريحات الإعلامية، هناك أيضًا دعوات لمقاطعة الأسماك المغربية، كما حدث نهاية الأسبوع الماضي في إشبيلية.

فعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يطلق أصحاب هذه الحملات هجمات شرسة على المنتجات المغربية، مستخدمين حجج الصيادين ولكن هذه المرة دون أي مراعاة. “يجب أن تبدأوا في تحمل مسؤولياتكم وعدم شراء المنتجات المستوردة من المغرب التي هي من النوع الرديء، بالإضافة إلى أنها تشمل قطعًا بأحجام غير قانونية”، كما يُقرأ في أحد المنشورات.

ويتم نقل هذه الحملة من قبل الصحف المحلية التي تدعي “رداءة جودة” الأسماك المغربية، وتؤكد أن الإسبان يدعمون الآن “الإنتاج الوطني”. وتتحدث هذه المنشورات بشكل رئيسي عن الضرر الذي تسببه “بيع هذه الأطعمة للمنتجين الإسبان”، الذين يقولون إن منتجاتهم “أفضل جودة”.

وتستمر القضية في التصاعد، حيث التقى لويس بلاناس، وزير الزراعة والصيد الإسباني، مع المجتمعات المستقلة في البحر الأبيض المتوسط لمناقشة قضايا مثل مراجعة حصص الصيد الأوروبية وتحديث الدراسات حول مناطق الصيد، ولكن كان الهدف الرئيسي هو طمأنتهم وتخفيف التوترات حول المنتجات المغربية.

هذه الحملة التي يقودها الصيادون الإسبان ضد الأسماك المغربية تثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية، خاصة في ظل القيود التي يواجهها القطاع في إسبانيا. بينما يحاول الجانب المغربي الدفاع عن جودة منتجاته، تبقى هذه القضية مؤشرًا على التوترات التجارية التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين البلدين.

عن موقع: فاس نيوز