لفتيت في مدريد.. شراكة مغربية إسبانية لتعزيز الأمن والهجرة والتعاون الاستراتيجي

في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا، عقد وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، ونظيره الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، اجتماع عمل يوم أمس الاثنين 10 فبراير 2025 في مدريد، حيث ناقش الجانبان عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأمن والهجرة والتعاون الإنساني، إلى جانب التنسيق المشترك في الفعاليات الدولية الكبرى.

وأكد الوزيران، خلال الاجتماع، على متانة العلاقات بين البلدين، والتي تستند إلى روابط الصداقة والتقدير المتبادل بين الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، مشيرين إلى أن الشراكة الثنائية شهدت زخماً استراتيجياً متجدداً منذ إقرار خارطة الطريق في أبريل 2022 عقب المباحثات بين العاهل المغربي ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز.

وفي الشق الأمني، شدد الطرفان على أهمية التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مشيدين بالنتائج المحققة في هذا المجال. كما تم الاتفاق على تكثيف تبادل المعلومات والخبرات الأمنية، وتعزيز التنسيق العملياتي من أجل رفع مستوى الجاهزية والاستباقية في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

أما بخصوص قضية الهجرة، فقد أكد الوزيران على ضرورة تبني مقاربة تضامنية لمكافحة شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، مع التركيز على تشجيع الهجرة النظامية والمنظمة كوسيلة لتعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والإسباني. كما نوها بالدور الذي تضطلع به المجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة في تنفيذ مبادرات فعالة في هذا المجال.

وشكل الاجتماع أيضاً فرصة لاستعراض نتائج عملية العبور “مرحبا 2024″، حيث أشاد المسؤولان بنجاح العملية التي تعد نموذجاً للتنسيق المؤسساتي الفعال بين البلدين، مثمنين الدور المحوري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن في ضمان نجاحها. كما تم التطرق إلى الاستعدادات الخاصة بنسخة عام 2025 لضمان تحسين الخدمات المقدمة للجالية المغربية المقيمة في الخارج.

وفي سياق آخر، ناقش الوزيران الترتيبات المتعلقة بتنظيم كأس العالم 2030، حيث أكدا على أهمية تعزيز التعاون بين الدول الثلاث المنظمة – المغرب وإسبانيا والبرتغال – لضمان نجاح الحدث على المستويات التنظيمية واللوجستية والأمنية.

وأبرز الاجتماع أيضاً روح التضامن والالتزام المتبادل بين البلدين، والتي تجسدت في إرسال فرق إنقاذ إسبانية إلى المغرب عقب زلزال الحوز، مقابل تدخل فرق مغربية للمساعدة في مواجهة الفيضانات التي ضربت منطقة فالنسيا، مما يعكس عمق العلاقات الإنسانية بين الشعبين.

ويؤكد هذا اللقاء الرفيع المستوى على الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، من خلال تعاون شامل يمتد من القضايا الأمنية والاقتصادية إلى المجالات الإنسانية والتنموية.

المصدر: فاس نيوز