مطلب أكاديمي مُلحّ.. دعوات لإحداث شعبة الدراسات الأمازيغية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس

جددت فعاليات المجتمع المدني بمنطقة تونفيت، مدعومة بالشبكة الأولى للجمعيات المحلية ببومية، مطلبها بضرورة إحداث شعبة الدراسات الأمازيغية بجامعة السلطان مولاي إسماعيل بمكناس، استجابةً للتحولات الأكاديمية والقانونية التي تشهدها البلاد، وتماشياً مع مقتضيات القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

و وجهت هذه الفعاليات، حسب مصدر مطلع، مراسلة رسمية إلى رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطالب فيها بإدراج الشعبة ضمن التكوينات الجامعية المتاحة، مراعاةً لاحتياجات طلبة المنطقة الذين يجدون أنفسهم مضطرين للتنقل إلى مدن أخرى لمتابعة دراستهم في هذا التخصص، في ظل غياب بديل محلي يراعي خصوصياتهم اللغوية والثقافية.

وفي هذا السياق، أكد محمد أكوجيل، أحد الفاعلين المهتمين بالموضوع، أن غياب شعبة الدراسات الأمازيغية عن جامعة مولاي إسماعيل يُعد عائقًا أمام الطلبة الراغبين في التخصص بهذا المجال، مما يدفع البعض إلى تغيير مسارهم الدراسي نحو شعب أخرى لا تتماشى مع تطلعاتهم الأكاديمية والمهنية، أو مواجهة أعباء التنقل والإقامة في مدن بعيدة، رغم محدودية الإمكانيات المادية.

من جهته، أوضح الباحث في التاريخ، محمد زروال، أن المطالبة بإحداث هذه الشعبة ليس مجرد مطلب محلي، بل هو استحقاق أكاديمي وطني يندرج ضمن ضرورة تعميم هذا التخصص في مختلف الجامعات المغربية التي لم تعتمد بعد برامج تكوينية في الدراسات الأمازيغية. وأبرز زروال أن جامعة مولاي إسماعيل، بحكم إشرافها على أقاليم تضم ساكنة ناطقة بالأمازيغية، تحتاج إلى توفير عرض بيداغوجي يستجيب لمبدأ تكافؤ الفرص، ويتيح للطلبة فرصة البحث والدراسة في ميدان يرتبط بهويتهم الثقافية.

ويأتي هذا المطلب في ظل تزايد الاهتمام بالمكون الأمازيغي في الحقل الأكاديمي، حيث تعالت الأصوات المنادية بإدماج هذا التخصص في مختلف المؤسسات الجامعية، باعتباره رافدًا أساسيًا في المنظومة الثقافية الوطنية، وعنصرًا محوريًا في تكريس التنوع اللغوي والمعرفي داخل فضاء الجامعة المغربية.

المصدر: فاس نيوز