قدم وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد البواري، في ندوة صحفية يوم أمس عقب اجتماع مجلس الحكومة، مستجدات الوضعية الفلاحية في ظل تراجع التساقطات المطرية وتأثيرها على الموسم الزراعي الحالي.
وأوضح الوزير أن الموسم الفلاحي الحالي سجل عجزًا في التساقطات بنسبة 53% مقارنة بالمعدل السنوي لآخر 30 سنة، حيث شهدت البلاد بداية مشجعة في شهري سبتمبر وأكتوبر، إلا أن الشهرين التاليين لم تتجاوز فيهما التساقطات 20 ملم، مما أثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي والزراعات الخريفية، باستثناء منطقة اللوكوس التي حافظت على وضعية جيدة بنسبة 25%.
وأشار السيد البواري إلى أن حجم الموارد المائية المتدفقة نحو السدود منذ مطلع ديسمبر لم يتجاوز 1.2 مليار متر مكعب، وهو مستوى ضعيف مقارنة بالمتوسط السنوي المعتاد، ما أدى إلى تراجع مخزون السدود للسنة الثالثة على التوالي. وقدم الوزير أمثلة على هذا التراجع، حيث بلغ المخزون في منطقة دكالة 2% فقط، بينما لم تصل السدود المخصصة للفلاحة على المستوى الوطني سوى إلى 26%، مع تخصيص أغلب هذه الموارد لمياه الشرب بدل الري.
وأكد الوزير أن الوضعية الحالية تستدعي تسريع مشاريع تحلية مياه البحر، حيث يتم العمل على إنشاء محطات تحلية على طول السواحل المغربية لضمان تلبية الحاجيات من مياه الشرب، مما سيمكن من تخصيص المياه التقليدية للري، إلى جانب توسيع المساحات الزراعية المروية بحوالي 100 ألف هكتار إضافية لضمان الأمن الغذائي.
وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة لدعم الفلاحين، أشار الوزير إلى توفير 1.3 مليون قنطار من البذور المختارة، إلى جانب 1.2 مليون طن من الأسمدة الأزوتية، كما تم دعم الشعير بسعر درهمين للكيلوغرام، والأعلاف المركبة بـ جوج دراهم ونصف للكيلوغرام. وشملت التدابير أيضًا دعم إنتاج البطاطس، الطماطم، والبصل للحفاظ على مستوى الإنتاج في السوق الوطنية.
وبالنسبة للمساحات المزروعة، أوضح الوزير أن المساحات المزروعة بالحبوب الخريفية بلغت 2.6 مليون هكتار، وهو ما يمثل 55% من الهدف المسطر، فيما وصلت الزراعات العلفية إلى 385 ألف هكتار بنسبة 71% من الهدف، والمحاصيل السكرية إلى 36 ألف هكتار. كما بلغت المساحة المزروعة بالخضروات الخريفية 97 ألف هكتار، بزيادة 16% مقارنة بالموسم السابق، مع تسجيل زراعة 5700 هكتار من الطماطم، 8000 هكتار من البصل، و30 ألف هكتار من البطاطس.
وأكد الوزير أن توفر الخضروات الأساسية، مثل الطماطم والبصل والبطاطس، سيكون مضمونًا خلال شهر رمضان المقبل، حيث يوجد مخزون من البصل الجاف يصل إلى 156 ألف طن، ما سيمكن من تلبية الطلب الوطني بكل ارتياح. وختم الوزير مداخلته بالإشادة بجهود الفلاحين المغاربة في مواجهة هذه الظروف الصعبة، مؤكداً أن الوزارة تواصل العمل على دعم القطاع وضمان استدامة الإنتاج الفلاحي.
المصدر: فاس نيوز