إفران في قلب الرهان السياحي الجديد.. مخطط حكومي لتحويلها إلى وجهة إيكولوجية عالمية

في جلسة برلمانية شهدت نقاشًا حول مستقبل السياحة الإيكولوجية في المغرب، كشف وزير السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يوم أمس الاثنين 17 فبراير 2025، عن رؤية طموحة لتطوير إقليم إفران كمركز رئيسي للسياحة البيئية. وأكد الوزير أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع مختلف الفاعلين المحليين والجهويين، وفي مقدمتهم الشركة المغربية للهندسة السياحية، على بلورة مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، وجعلها وجهة سياحية رائدة.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن الجهود الحالية ترتكز على تثمين الفضاءات الجبلية والغابوية عبر إحداث مسارات سياحية متخصصة تلبي احتياجات الزوار وتنسجم مع متطلبات التنمية المستدامة. وأوضح أن بعض هذه المشاريع هي الآن في طور التنفيذ بتمويل مشترك مع مجلس جهة فاس مكناس، حيث تشمل برامج التهيئة البيئية إعادة تأهيل عدد من المدارات السياحية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية الداعمة لهذا النوع من السياحة.

وخلال مداخلته، شدد الوزير على أهمية الاستفادة من المنتزه الوطني لإفران، باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز السياحة الإيكولوجية، مشيرًا إلى إطلاق طلب عروض لإنجاز دراسة متخصصة في تثمينه والحفاظ على تنوعه البيولوجي. ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة الممتدة من 2023 إلى 2026، والتي تهدف إلى جعل المنتزهات الوطنية أحد أعمدة الجذب السياحي في المملكة.

وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على تعبئة الموارد المالية الضرورية لتنفيذ مختلف البرامج المسطرة، مع التركيز على استقطاب مستثمرين مهتمين بالمشاريع السياحية ذات الطابع البيئي. وأضاف أن هناك طلبات إبداء اهتمام مفتوحة أمام القطاع الخاص للمساهمة في تطوير البنية السياحية في المنطقة، بما يضمن استدامة المشاريع وجاذبيتها على المدى الطويل.

ولم تقتصر تدخلات الوزير على السياحة البيئية، بل تطرقت أيضًا إلى أهمية تثمين المواقع الأثرية والتاريخية في إفران، عبر تطوير رؤية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار البعد الثقافي والتراثي للمنطقة. وأكد أن الوزارة تعمل على وضع برامج جديدة لتحسين تجربة الزوار في هذه المواقع، مع توفير مقومات الجذب السياحي التي تساهم في إشعاع الإقليم على المستوى الوطني والدولي.

وفي ختام حديثه، أكد الوزير أن النهوض بالسياحة الإيكولوجية في إفران ليس مجرد مشروع ظرفي، بل هو التزام استراتيجي يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات محلية ومستثمرين ومجتمع مدني، بهدف جعل المنطقة نموذجًا للتنمية المستدامة، وقبلة رئيسية لمحبي الطبيعة والسياحة البيئية في المغرب وخارجه.

المصدر: فاس نيوز