ساكنة فاس مكناس تعلق آمالها على تحركات الوالي وسط تراجع دور المنتخبين

في الوقت الذي تشهد فيه جهة فاس مكناس أزمات متتالية، سواء في مجال العقار، الصحة، الاستثمار، أو حتى البنية التحتية، أصبحت أعين المواطنين تتجه نحو الوالي كآخر أمل لإصلاح ما أفسدته سنوات من التسيير العشوائي والقرارات العرجاء التي اتخذها بعض المنتخبين، الذين لم يجلبوا للجهة سوى المشاكل والتراجعات التنموية.

“الخدمة دالوالي هي الحاجة الوحيدة اللي كاتفرح الناس”، هكذا يعلق عدد من المواطنين الذين فقدوا الأمل في المنتخبين، خاصة بعد الفضائح التي تفجرت حول بعضهم، وعلى رأسهم تلك المتعلقة بعصابة الفايق التي تحولت إلى رمز للفساد السياسي والانتخابي.

الواقع اليوم في الجهة يطرح تساؤلات عميقة حول دور المجالس المنتخبة، التي يفترض فيها أن تكون صوت المواطن وسند التنمية، لكنها تحولت إلى مسرح للصراعات الشخصية، والمحسوبية، والبحث عن الامتيازات، في الوقت الذي يقود فيه والي الجهة عدة مبادرات لتنشيط الاستثمار، تحسين البنية التحتية، وتحريك المشاريع العالقة.

“الوالي خدام.. أما المنتخبين مشغولين غير فالمصالح ديالهم”

الفرق أصبح واضحًا بين من يشتغل بحزم ووفق رؤية واضحة للنهوض بالجهة، ومن يراكم الأخطاء ويبحث عن الولاءات السياسية والمصالح الشخصية. فاس ومكناس، وهما مدينتان تاريخيتان، أصبحتا اليوم بحاجة إلى مسؤولين يعيدون لهما مكانتهما كقاطرة تنموية بدل أن تبقى رهينة في أيدي منتخبين لم يقدموا سوى الوعود الفارغة.

في ظل هذا الواقع، لا عجب أن يرفع المواطنون شعار “المنتخبين الفاسدين إلى مزبلة التاريخ”، ويعلقون آمالهم على الوالي، الذي أصبح رمزًا للعمل الجاد، بعيدًا عن الحسابات السياسوية الضيقة التي أضرت بمصالح الساكنة.

لكن يبقى السؤال المطروح: إلى متى سيظل المنتخبون عبئًا على التنمية بدل أن يكونوا جزءًا من الحل؟ وهل ستتحرك الجهات المعنية لمحاسبة كل من استغل موقعه لخدمة مصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة؟

المصدر : فاس نيوز ميديا