تستعد جهة فاس-مكناس للمصادقة على اتفاقية شراكة لإنجاز مشروع “بناء قطب علوم الصحة” بشراكة بين مجلس جهة فاس-مكناس، الجامعة الأورومتوسطية بفاس، ولاية جهة فاس-مكناس، وعمالة إقليم مولاي يعقوب، بميزانية إجمالية تصل إلى 1106.45 مليون درهم. المشروع يهدف إلى إنشاء مركز استشفائي جامعي، كلية للطب، وكلية لطب الأسنان ضمن الجامعة الأورومتوسطية، بهدف تكوين كفاءات صحية عالية المستوى وتعزيز البحث العلمي في المجال الطبي.
ورغم أهمية المشروع وأهدافه الطموحة، كشف مصدر لفاس نيوز أن العديد من المتابعين يعتبرون أن المساهمة المالية الضخمة لمجلس جهة فاس-مكناس والتي تبلغ 150 مليون درهم، كان من الأفضل توجيهها لدعم كلية الطب العمومية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. ويعتقد هؤلاء أن هذا التوجه كان سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للكلية العمومية ومنح فرص أكبر للطلبة المغاربة لولوج تخصصات الطب بالمجان، في وقت تعرف فيه كليات الطب بالمغرب ضغطًا كبيرًا ونقصًا في المقاعد المتاحة للطلبة.
المصدر ذاته أكد أن التوجه نحو دعم مؤسسة تعليمية خاصة، رغم الاعتراف الرسمي بالجامعة الأورومتوسطية، قد يُثير تساؤلات حول مدى أولوية هذا المشروع مقارنة بالحاجات المُلِحة للجامعة العمومية التي تعاني من اكتظاظ وقلة التجهيزات. كما أشار إلى أن تمويل القطاع العمومي كان سيمكن من تعزيز العدالة الاجتماعية وضمان تكافؤ الفرص بين الطلبة.
من جهة أخرى، يُعتبر المشروع خطوة إيجابية نحو تحسين العرض الصحي بالجهة، خاصة أن المركز الاستشفائي الجامعي سيقدم خدمات طبية متطورة ويدعم الهياكل الاستشفائية على الصعيدين الجهوي والوطني. لكن ذلك لا يمنع، بحسب المصدر، من الدعوة إلى تكريس الشفافية والحكامة الجيدة في تدبير المشروع وضمان مراقبة صرف الميزانية الضخمة لتحقيق الأهداف المعلنة.
و ستواصل فاس نيوز متابعة هذا الملف وستوافي القراء بكل المستجدات، مع تقديم تحليلات معمقة حول الجدوى الحقيقية لهذا المشروع وآثاره على المنظومة الصحية والتعليمية بجهة فاس-مكناس.
المصدر : فاس نيوز ميديا