عاينت جريدة فاس نيوز الأمسية العلمية والثقافية الرمضانية التي نظمت في المركز الثقافي العربي ببروكسيل يوم السبت 8 مارس، تحت شعار “كفاءات وطنية مغربية وعربية قوة فاعلة في بلدان الاستقبال”. خلال هذه الفعالية، ألقى الدكتور لمرابط الخمار، الخبير الدولي في السلامة النووية والإشعاعية، محاضرة تناول فيها دور الجالية المغربية في الخارج في تعزيز التنمية في المغرب، مع التركيز على الاستثمار والسياحة.كما شهدت هذه الأمسية حضور العديد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيد عبد الأحد الدحماني، مهندس في الأنظمة الطاقية والحرارية، إلى جانب الأستاذ هشام ثابت، مسؤول نادي الطلبة المغتربين ADES و عضو المنتدى الأوروبي للوسطية، والسيد يوسف التسولي، رئيس رابطة مغاربة نيويورك.

في بداية حديثه، أشار الدكتور لمرباط الخمار إلى أن أكثر من نصف حياته قضاها خارج المغرب، لكنه يشعر دائماً بأن هناك رابطاً قوياً يجذبه إلى وطنه. كما اعتبر أن هذا اللقاء هو فرصة للتحدث عن المشاريع المستقبلية في المغرب، خصوصاً من خلال دور الجالية المغربية في الخارج، حيث أبرز تأثير مغاربة العالم على تطور المغرب في مختلف المجالات. موضحًا أن الجالية المغربية تلعب دورًا محوريًا في تسويق هذه المشاريع على المستوى الدولي، سواء من خلال الاستثمار أو السياحة. وقال الخمار: “أي حركة يقوم بها مغاربة العالم تساهم في التنمية المستدامة للمغرب، وكل هذا يساهم في زيادة شهرته وتموقعه على الساحة العالمية”. كما أكد أن المغرب الآن أصبح معروفاً على الساحة الدولية بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس وسياساته الحكيمة التي تعزز مكانته عالميًا.
من جهة أخرى، تحدثت السيدة نزيهة الطاهري عن أهمية استثمار الكفاءات المغربية في الخارج، خاصة في بلجيكا وفرنسا. وأكدت أن المغرب يملك العديد من الكفاءات المتميزة التي يمكن أن تساهم في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات. وأضافت الطاهري: “الطلاب المغاربة في بلجيكا يتخرجون بمستويات علمية عالية، لكنهم يحتاجون إلى الإمكانيات التي تدعمهم في مسيرتهم المهنية، ومنها فرص الاستثمار في المغرب”.
وتابعت حديثها عن الأوضاع التي يعيشها بعض الطلاب المغاربة في الخارج، مشيرة إلى أنها بذلت جهودًا كبيرة لتوفير السكن والدعم للطلاب المغاربة الذين يواجهون صعوبات، خاصة خلال فترة كورونا. وأكدت الطاهري أن “حماية الكفاءات المغربية في الخارج وتوفير الظروف الملائمة لها داخل المغرب سيكون له تأثير كبير في استقطاب هذه الكفاءات للاستثمار في الوطن“.
في نفس السياق، عرضت حياة البروطة تجربتها الشخصية مع أحد الطلاب المغاربة الذي كان يواجه مشاكل كبيرة خلال دراسته في الخارج، حيث تعذر عليه دفع تكاليف السكن والعيش. وقالت البروطة: “بفضل الله تواصلنا مع هذا الطالب وقدمنا له الدعم، ولكن هناك العديد من الطلاب الذين يواجهون نفس المشاكل“. وأضافت: “نحن نحتاج إلى أن تكون الدولة المغربية أكثر دعمًا لهذه الفئة من الطلاب، لأنهم سفراء لبلادهم في الخارج“.
وأكدت البروطة أنها تسعى لإدراج هذه القضية في البرلمان الأوروبي، من أجل إيجاد حلول جذرية تدعم هؤلاء الطلبة. وأشارت إلى أهمية دور المغرب في دعم أبنائه الدارسين في الخارج، معتبرة أن الطلبة المغاربة هم سفراء وطنهم في البلدان الأوروبية.
كما تخلل الحفل الرمضاني وصلات أمداح لفرقة السلام، بالإضافة إلى تكريمات خاصة بمناسبة يوم العالمي للمرأة، حيث تم تكريم عدد من الشخصيات المتميزة في المجالات العلمية والاجتماعية.


هذه الأمسية العلمية الرمضانية أثبتت أن الجالية المغربية في الخارج، بما تملكه من كفاءات متميزة، هي قوة فاعلة تسهم في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية. وقد أظهرت المداخلات التي تم تقديمها التحديات التي يواجهها الطلاب المغاربة في الخارج، والضرورة الملحة لتوفير الدعم الكافي لهم، سواء من خلال تشجيع الاستثمار أو عبر توفير سكن مناسب وظروف تعليمية ملائمة.
ويبقى الأمل في أن تواصل الدولة المغربية العمل على خلق بيئة مناسبة للكفاءات المغربية في الخارج لتساهم في تحقيق التنمية والازدهار في وطنها.
المصدر : فاس نيوز