في واقعة مؤثرة هزّت مواقع التواصل الاجتماعي، عاش الطفل سهيل فارس، البالغ من العمر 15 سنة، تجربة صعبة قادته إلى اكتشاف عائلة والده بعد سنوات طويلة من الفقدان. تعود تفاصيل القصة إلى يوم كان فيه سهيل يمارس عمله المعتاد في بيع العبايات والعطور لمساعدة أسرته، حيث وجد نفسه في موقف غير متوقع مع سائق طاكسي بمدينة فاس.
كان سهيل قد استقل سيارة أجرة بعد تسلّمه طلبية لأحد زبائنه، لكنه فوجئ برد فعل السائق عندما قدّم له ورقة نقدية من فئة 100 درهم لدفع الأجرة. اعترض السائق على عدم توفره على “الصرف”، مما أدى إلى مشادّة كلامية بينهما تطورت إلى تعنيف لفظي وإهانات قاسية. لم يكتف السائق بذلك، بل قام بإغلاق أبواب السيارة واحتجاز الطفل سهيل داخلها، متجهاً به نحو محطة وقود دون إنزاله في وجهته المطلوبة، قبل أن يتركه في مكان بعيد عن موقع التسليم.
تأثر الطفل بشدة بهذه الحادثة، حيث قام بمشاركة تجربته عبر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، متحدثًا عن الظلم الذي تعرّض له وعن الظروف الصعبة التي يواجهها كونه المعيل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده وزواج والدته من رجل آخر.
استغل سهيل هذه الواقعة للبحث عن عائلة والده المتوفى منذ سنوات، حيث قام بنشر فيديو آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطلب فيه من أي شخص من عائلته أن يتواصل معه حال تعرفهم عليه. لتحدث المفاجأة الكبرى، حيث تواصلت معه عائلة والده لأول مرة بعد 15 سنة من الغياب.
عبر الطفل عن مشاعره المؤثرة عند سماع أصوات أقاربه لأول مرة، مؤكدًا أن التواصل معهم كان بمثابة لحظة فارقة في حياته، خصوصًا بعد أن أخبروه بتفاصيل لم يكن يعلمها سوى والدته وأفراد العائلة.
إلى جانب هذه المعاناة العاطفية، صرح الطفل سهيل أنه يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالوثائق القانونية، وهي عدم توفرهم على شهادة الوفاة الخاصة بوالده، مما يعوقه عن الحصول على هويته الرسمية.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى أمله في أن تتمكن العائلة من معالجة هذا الملف القانوني في القريب العاجل، ليتمكن من الحصول على بطاقة التعريف الوطنية، وبالتالي الحصول على حقوقه القانونية والاجتماعية.
المصدر: فاس نيوز