علمت جريدة “فاس نيوز” من مصدر مطلع أن حادثًا وقع مساء أمس في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، ألقى الضوء على قضية حساسة تتعلق بتعامل بعض عناصر الأمن الخاص مع المرضى والعاملين في المؤسسات الصحية. الحادث شهد تعرض تقني في الإسعاف والنقل الصحي، الذي يعمل في المستشفى الإقليمي محمد الخامس في صفرو، لاعتداء لفظي وجسدي أثناء تأمينه لنقل مريض إلى المستشفى الجامعي بهدف تلقي علاج يحتاج إلى تدخل طبي.
وفقًا للتفاصيل المتوفرة، قام التقني بنقل المريض من مدينة صفرو إلى مدينة فاس لتلقي العلاج في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني. وعند وصوله إلى المستشفى، تم احتجازه من قبل عناصر الأمن الخاص، الذين قاموا بمحاصرته وإهانته بطريقة لم تكن مبررة. و حسب المصدر ذاته، الحادث تطور ليشمل تعرضه للسب والشتم من قبل تسعة أفراد من الأمن الخاص، الذين حاولوا الاعتداء عليه جسديًا. وقد أثار هذا التصرف استياء بعض الشهود الذين أكدوا أن التعامل لم يكن مهنيًا ولم يراعِ الظروف الإنسانية للموقف.
تسلط هذه الحادثة الضوء على الإشكاليات التي قد تواجهها المؤسسات الصحية فيما يتعلق بتعامل الأمن الخاص مع العاملين والمرضى. فبينما يقتصر دور الأمن في المستشفيات على تأمين المنشآت وحماية العاملين والمرضى، يعاني بعض المرضى والموظفين من صعوبة في التعامل مع بعض أفراد الأمن الذين قد يتجاوزون الحدود المقررة، مما ينعكس سلبًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
وتثير الحادثة تساؤلات حول فعالية الرقابة والإشراف على فرق الأمن الخاص في المستشفيات، لا سيما في ما يتعلق باتخاذ الإجراءات المناسبة لمحاسبة المسؤولين عن التصرفات غير اللائقة. في هذا السياق، لم تُظهر إدارة المستشفى أي خطوات واضحة للتحقيق في الحادثة أو اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن العناصر المعنية.
من جانب آخر، هنا ك شكاوى عديدةمن قبل المواطنين، حيث يعبر الكثيرون عن معاناتهم في الوصول إلى الخدمات الصحية بالمستشفى بسبب التصرفات غير المناسبة من بعض أفراد الأمن الخاص. فقد أشار البعض إلى أنهم يواجهون صعوبات كبيرة عند محاولة دخول المستشفى لتلقي العلاج أو الاستشارة الطبية، حيث يتم إعاقة دخولهم بشكل غير مبرر. هذا التصرّف لا يقتصر على تأخير وصول المرضى فحسب، بل يزيد من معاناتهم، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. إن هذه الوضعية تؤثر سلبًا على قدرة المرضى في الحصول على العلاج في الوقت المناسب، مما يعرض صحتهم للخطر ويؤثر على نوعية الخدمة الصحية المقدمة في المستشفى.
هذا الحادث يُثير تساؤلات مهمة حول مدى احترام حقوق العاملين والمرضى في هذه المؤسسات، وما إذا كانت الإدارة تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام كرامتهم الإنسانية. في الوقت نفسه، يُنتظر من الجهات المعنية أن تراجع أداء فرق الأمن الخاص بشكل شامل، مع وضع آليات وضوابط واضحة تحدد كيفية تعاملهم مع الحالات الطارئة والمرضى.
المصدر: فاس نيوز