لقد اتخذ الوضع في غزة، المعقد والمأساوي بالفعل، منعطفًا أكثر قتامة مع البث الأخير لفيديو يصور اللحظات الأخيرة لعمال الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا في 23 مارس 2025. وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني، يُظهر هذا الفيديو، الذي تم استرداده من هاتف عامل إغاثة متوفى، سيارات إسعاف يمكن التعرف عليها بوضوح، مع أضواء التحذير الخاصة بها مضاءة، تحت ضجيج إطلاق النار المروع. وقد أثار هذا الحدث المأساوي ردود فعل غاضبة ودعوات للمساءلة من المجتمع الدولي.
فلطالما كان قطاع غزة مسرحًا لصراع عنيف بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية. الحرب بين هذين الطرفين مستمرة منذ ما يقرب من 18 شهرًا ولها عواقب مدمرة على السكان المدنيين. في 23 مارس، قُتل 15 من عمال الإغاثة، من بينهم ثمانية أعضاء من الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة أعضاء من وكالة الدفاع المدني في غزة، وعضو واحد من الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، بنيران إسرائيلية في رفح، جنوب غزة. تم العثور على جثثهم مدفونة تحت الرمال بعد أيام قليلة من الحادث.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في هذا الحادث، مؤكدًا أن جنوده تصرفوا وفقًا لبروتوكولات السلامة. ومع ذلك، هناك العديد من الأصوات التي تعترض على شرعية هذه الإجراءات. يدين الهلال الأحمر والأمم المتحدة بشدة هذه النيران، واصفين الهجوم بأنه انتهاك لحقوق العاملين في المجال الإنساني، الذين يجب حمايتهم في جميع الظروف.
وتطالب المنظمات الإنسانية، بما في ذلك الهلال الأحمر، بإجابات واضحة وتدابير لضمان سلامة عمال الإغاثة. هذه التدخلات حاسمة لإنقاذ الأرواح في حالات الصراع. إن فقدان هؤلاء الـ 15 من عمال الإغاثة يسلط الضوء على الخطر الذي يواجهه العاملون في المجال الإنساني، والذين غالبًا ما يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر، ويخاطرون بحياتهم لمساعدة الآخرين.
كما تفاعل المجتمع الدولي بقلق متزايد. تم إطلاق دعوات لإجراء تحقيق مستقل في الحادث، ودعت بعض الدول إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن العنف ضد العاملين في المجال الإنساني. كما أن دور وسائل الإعلام في نشر هذه الأحداث المأساوية أمر بالغ الأهمية، لأنه يساعد في محاسبة المسؤولين عن أفعالهم.
ولا تمثل مأساة عمال الإغاثة الذين قتلوا في غزة خسارة لا تقدر بثمن للعائلات والمجتمعات المتضررة فحسب، بل تمثل أيضًا دعوة للعمل من أجل حماية العاملين في المجال الإنساني في مناطق الصراع. يثير نشر فيديو اللحظات الأخيرة لهؤلاء المسعفين أسئلة أخلاقية وإنسانية مهمة حول الحرب ومسؤولية الدول. مع إدراك المجتمع الدولي لخطورة الوضع في غزة، من الضروري التحرك لحماية أولئك الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين. يستمر النضال من أجل العدالة والسلام في غزة، وكل صوت مهم في هذا الجهد الجماعي.
عن موقع: فاس نيوز