هذه أهم المشاريع التي ستغير ملامح مكناس وتُعيد رسم مستقبل العاصمة الإسماعيلية

تواصل مدينة مكناس السير بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول شامل على الصعيد العمراني والتنموي، استعدادًا لمواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها المغرب في ظل التظاهرات الرياضية الكبرى التي سيستضيفها، وعلى رأسها كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. المدينة التي تشتهر بتاريخها العريق ومعمارها المميز، تسعى اليوم إلى تحديث بنيتها التحتية لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل، مما يعكس رؤية المملكة في تعزيز التنمية المستدامة.

تشهد مكناس إطلاق مشاريع كبيرة في مجالات النقل، الصحة، الثقافة، والتطوير العمراني، والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للسكان المحليين وتعزيز قدرة المدينة على استيعاب الزوار القادمين للمشاركة في الفعاليات الرياضية الدولية. على صعيد النقل، يتم العمل على بناء محطة قطار جديدة، حيث بدأت الأشغال في تغيير مسار السكة الحديدية لإفساح المجال للمرحلة التالية من البناء. هذه المحطة ستكون نقطة محورية في شبكة السكك الحديدية المغربية وستسهم في تسهيل حركة المسافرين من وإلى المدينة.

على الصعيد الصحي، يشهد قطاع الرعاية الصحية تطورًا ملحوظًا من خلال بدء أشغال بناء مستشفى التخصصات داخل مستشفى مولاي إسماعيل، الذي سيتسع لـ120 سريرًا على مساحة 3 هكتارات. هذا المستشفى، الذي يعد من المشاريع الكبرى في المدينة، سيوفر خدمات طبية متطورة لسكان المدينة والمنطقة المجاورة، مما يعزز قدرة مكناس على استيعاب احتياجات السكان المحليين والزوار الأجانب.

في إطار تحسين جودة الحياة وتعزيز النشاط الرياضي والترفيهي، يتم تأهيل غابة الشباب، التي ستكون بمثابة متنفس طبيعي لساكنة المدينة والزوار. هذا المشروع، الذي يهدف إلى إنشاء مساحة للنزهات والرياضة، سيشكل إضافة هامة للمرافق العامة في المدينة ويعزز من جاذبيتها كمقصد سياحي. كما يشهد المشروع بناء مرأب تحت أرضي في منطقة باب الرحى، وهو خطوة هامة لحل مشكلة نقص أماكن ركن السيارات في المدينة العتيقة، مما يسهم في تنظيم حركة المرور ويجعل المدينة أكثر جذبًا للسياح.

أما على مستوى البنية الطرقية، فقد تم الانتهاء من أعمال تثنية وإنارة الطرق الوطنية والإقليمية، مما يسهل التنقل بين مكناس وباقي المدن المغربية. هذه التحسينات ستسهم في تعزيز السلامة الطرقية وتسهيل حركة المرور، ما يعد أمرًا بالغ الأهمية خلال فترة تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى في البلاد.

فيما يخص الحفاظ على التراث الثقافي، تواصل مكناس جهودها في إعادة تأهيل صهريج السواني، أحد المعالم التاريخية البارزة في المدينة، حيث تقترب الأشغال من الانتهاء. هذا المشروع سيعيد فتح هذا المعلم أمام الزوار بعد سنوات من الإغلاق، مما يعزز من مكانة المدينة كوجهة سياحية ثقافية.

تعد هذه المشاريع جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل مكناس مدينة حديثة، قادرة على استقبال أعداد كبيرة من الزوار والمشاركين في الفعاليات الرياضية الكبرى. ومع قرب استضافة المملكة لبطولات كأس العالم 2030، تواصل المدينة تعزيز بنيتها التحتية لتكون جاهزة لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم. ورغم هذه الجهود، يطالب العديد من سكان المدينة بمضاعفة الجهود لإطلاق المزيد من المشاريع التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة وتطوير جميع القطاعات.

المصدر: فاس نيوز