في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بين المغرب والجزائر، عبرت الجزائر عن استيائها من تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء الغربية.
و جاء ذلك بعد تصريحات رسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، أكدت فيها أن واشنطن تعتبر «مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية الحل الوحيد الممكن» لهذا النزاع طويل الأمد.
في ردها، اعتبرت الجزائر في بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن دعم واشنطن لهذا الطرح «يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن»، مُصرة على أن قضية الصحراء هي «ملف لتصفية الاستعمار» لم يُستكمل بعد، الجزائر تمسكت بمبدأ «حق تقرير المصير»، وهو تأويل متكرر للقرار الأممي 1514، رغم التحولات السياسية والواقعية التي شهدها ملف النزاع.

الجزائر، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، لا تزال تستخدم ملف الصحراء كأداة رئيسية في صراعها السياسي مع الرباط، ورغم تراجع التأييد الدولي للمقاربة الانفصالية، لا تزال الجزائر تدعم جبهة «البوليساريو»، وتروج لرواية «الإقليم غير المتمتع بالحكم الذاتي»، بينما تواصل الدول دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وفي سياق أوسع، يعكس الموقف الجزائري المتشنج عزلة دبلوماسية متزايدة، خاصة مع تمدد الحضور المغربي في العمق الإفريقي وتوسيع التعاون الأمني والدفاعي بين الرباط وقوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، فضلاً عن الدعم المتزايد من دول الخليج.
تُظهر التصريحات الأخيرة أن التوتر بين الرباط والجزائر حول قضية الصحراء الغربية مرشح للتصاعد، في ظل استمرار الاختلافات الجوهرية في مواقف الطرفين، بينما يسعى المغرب لتعزيز موقعه كشريك موثوق للغرب في قضايا الأمن والاقتصاد، تستمر الجزائر في محاولة استعادة دورها الإقليمي باستخدام مداخل تقليدية، مثل ملف الصحراء، لكن التحولات الإقليمية والدولية قد تقلل من فعالية هذا النهج.
المصدر : فاس نيوز ميديا