دمشق، 13 أبريل 2025 – كشف تحقيق نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، يوم 12 أبريل 2025، عن نجاح السلطات السورية الجديدة في تفكيك شبكة إيرانية واسعة النطاق تُعرف بـ”الجسر البري”، كانت تُستخدم لتهريب الأسلحة والأموال وتدريب مقاتلين موالين لإيران. ويأتي هذا الإجراء في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما يمثل تحولاً كبيراً في السياسة الأمنية للبلاد.
ووفقاً للتحقيق، اكتشفت السلطات السورية شبكة معقدة من المنشآت العسكرية والمخازن السرية التي أقامتها إيران على الأراضي السورية على مدى سنوات. هذه المواقع كانت تُستخدم لتدريب وتسليح مجموعات متنوعة، بما في ذلك عناصر من حزب الله اللبناني، جبهة البوليساريو، ومرتزقة أفغان، إلى جانب ميليشيات شيعية أخرى. وأشار التقرير إلى أن الهدف من هذه الأنشطة كان تعزيز النفوذ الإيراني وزعزعة استقرار دول المنطقة، وخاصة المغرب وشمال إفريقيا.
من بين الاكتشافات المذهلة، عثرت السلطات على مصانع لإنتاج مخدر الكبتاغون، الذي كان يُستخدم كمصدر تمويل للأنشطة غير القانونية، إلى جانب مخازن تحتوي على طائرات مسيرة متطورة، مما يكشف عن البعد التكنولوجي للشبكة الإيرانية. وقد تم اعتقال المئات من المقاتلين المتورطين في هذه العمليات، في خطوة تهدف إلى قطع شرايين الدعم الإيراني في سوريا.
وأوضح التحقيق أن “الجسر البري” كان يمثل ركيزة أساسية في الاستراتيجية الإيرانية لربط طهران بلبنان عبر العراق وسوريا، مما يتيح نقل الأسلحة والموارد بسهولة إلى وكلائها في المنطقة. ومع تفكيك هذه الشبكة، يواجه النفوذ الإيراني في سوريا ضربة موجعة، قد تؤثر على قدرات جماعات مثل حزب الله في المستقبل.
وتعليقاً على هذه التطورات، أكدت مصادر حكومية سورية التزامها باستعادة السيادة الوطنية ومنع أي قوى أجنبية من استغلال الأراضي السورية لأغراض تخريبية. فيما حذر مراقبون من أن هذه الخطوة قد تستدعي ردود فعل من إيران أو حلفائها، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
ويُنظر إلى هذا الإجراء على أنه خطوة حاسمة نحو استعادة الاستقرار في سوريا بعد سنوات من الصراع، مع تركيز السلطات الجديدة على قطع الشبكات التي استغلت الفوضى لتعزيز أجندات خارجية. ويبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى ستتمكن سوريا من الحفاظ على هذا الزخم في مواجهة التحديات الإقليمية المعقدة؟
عن موقع: فاس نيوز