في خطوة دبلوماسية مهمة، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم، بزيارة عمل إلى العاصمة الفرنسية باريس. خلال هذه الزيارة، عقد بوريطة لقاءات مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو، في إطار تعزيز الشراكة الاستثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا.
و تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، حيث تتزامن مع إحاطة المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، أمام مجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصحراء المغربية، هذه اللحظة تتيح للمغرب الفرصة لتأكيد موقفه ومواصلة دفع النقاش الدولي نحو أولويات وطنية واضحة، في إطار استراتيجيات دبلوماسية استباقية تهدف إلى التأثير في المسار الأممي.
و تكتسب الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى ترؤس فرنسا لمجلس الأمن الدولي خلال شهر أبريل 2025، وهو ما يضيف زخماً إضافياً لتحركات المغرب في سياق الملف الصحراوي، وتعتبر هذه الفترة فرصة استراتيجية لمواصلة التأكيد على سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية وتعزيز الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي.
و تأتي زيارة بوريطة ردّاً عملياً على الحملة الإعلامية المغرضة التي رافقت زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر، والتي استهدفت التشويش على موقف فرنسا الثابت بشأن قضية الصحراء المغربية. الزيارة تعكس التزام المغرب بالموقف الفرنسي الداعم لسيادته ويؤكد مجدداً الشراكة الوثيقة بين البلدين في هذا الصدد.
منذ سنوات، كان شهر أبريل يمثل مرحلة توتر دبلوماسي بالنسبة للمغرب في ضوء النقاشات المستمرة حول ملف الصحراء في مجلس الأمن، إلا أن الوضع اليوم قد تغير. فالمغرب بات يسيطر على إيقاع الملف الصحراوي بفضل تحركاته الدبلوماسية المستمرة، وهو ما يتيح له التأثير في موازين القرار الأممي وتشكيل مسار النقاش حول القضية.
المصدر : فاس نيوز ميديا