بوريطة يقود ماراثوناً دبلوماسياً عالمياً لحشد الدعم لمغربية الصحراء

الرباط: في تحرك دبلوماسي مكثف وغير مسبوق، قاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال أسبوع واحد فقط، جولة ماراثونية شملت عدة عواصم غربية. تعكس هذه الجولة الدينامية القوية التي تبذلها الدبلوماسية المغربية لحشد التأييد لمغربية الصحراء وترسيخ الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد والجاد للنزاع المفتعل حول الإقليم.

تنقل بوريطة بين واشنطن وباريس، مروراً ببودابست وتالين وبلغراد ومدريد، حاملاً ملف الصحراء إلى صلب النقاشات الدبلوماسية الدولية. وقد أسفرت هذه التحركات عن تحقيق مواقف داعمة ومتقدمة لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وتأكيدات قاطعة على الاعتراف بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.

ففي العاصمة الأمريكية واشنطن، شكلت المباحثات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وعلى رأسهم وزير الخارجية، فرصة لتجديد التأكيد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، مع إبراز الدعم المستمر للمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي باريس، جاءت اللقاءات لتؤكد مجدداً على الموقف الفرنسي الثابت والمؤيد للمبادرة المغربية، مع التشديد على ضرورة التوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي في إطار من الواقعية والجدية.

أما في بودابست، فقد جددت هنغاريا دعمها الصريح لمغربية الصحراء، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل أيضاً داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مما يعكس اتساع نطاق التأييد داخل الفضاء الأوروبي. وفي تالين، أعربت إستونيا، الدولة الواقعة في شمال شرق أوروبا، عن تقديرها للمبادرة المغربية، معتبرة إياها أساساً قوياً لتحقيق حل سياسي دائم.

وفي بلغراد، عبّرت صربيا بدورها عن دعمها الواضح للوحدة الترابية للمملكة، في موقف يمثل تتويجاً للعلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين والتنسيق المستمر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. واختُتمت الجولة في مدريد، حيث أكد الجانب الإسباني، وعلى أعلى مستوى، دعمه الثابت للمبادرة المغربية، وذلك في سياق التحول العميق الذي شهدته العلاقات بين الرباط ومدريد منذ عام 2022.

وتُعد جولة بوريطة الأخيرة، التي قادته عبر ثلاث قارات في فترة زمنية قياسية، دفعة قوية للزخم الذي تشهده الدبلوماسية المغربية، وقد رسخت مكانة المملكة كفاعل إقليمي ودولي ذي وزن، يُحسن استغلال التحولات الجيوسياسية لصالح قضاياه العادلة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.

عن موقع: فاس نيوز