بجاية (الجزائر) / أشدود (إسرائيل): هزت فضيحة مدوية النظام الجزائري بعد رصد سفينة شحن غادرت ميناء بجاية الجزائري متجهة مباشرة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، الأمر الذي أثار تساؤلات حادة حول مصداقية خطاب النظام المعلن بشأن القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع. (يمكن التأكد من المصدر بخصوص مسار الرحلة بالنقر هنـــــا )
وقد أثارت هذه الواقعة موجة من الغضب والاستنكار، حيث تساءلت جهات عديدة عن طبيعة الحمولة التي حملتها السفينة من الجزائر إلى إسرائيل، مطالبة النظام الجزائري بـ “مصارحة الرأي العام” وتقديم توضيحات شافية حول هذه “الفضيحة” التي تكشف، حسب وصفهم، عن “النفاق السياسي والازدواجية الأخلاقية” التي يتسم بها سلوك النظام.
واعتبر منتقدو النظام أن هذه الواقعة تمثل “خيانة” للخطاب الذي طالما تبناه النظام الجزائري في المحافل الدولية، حيث يرفع شعارات “نصرة فلسطين” و”محاربة التطبيع” في العلن، بينما تكشف الوقائع عن “عكس ذلك” من خلال إبحار السفن من موانئ الجزائر نحو موانئ إسرائيل.
وقد طالب معلقون ونشطاء بضرورة تحرك الأطراف التي طالما رفعت صوتها ضد التطبيع، وتنظيم احتجاجات ووقفات في ميناء بجاية استنكارًا لهذا “التناقض الصارخ” بين الأقوال والأفعال.
وأكدت مصادر مطلعة أن هذه الواقعة “تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن خطاب النظام شيء، وممارساته شيء آخر تمامًا”، مشيرة إلى أن عبارات “الخيانة” و”التطبيع” غالبًا ما تكون جاهزة في الإعلام الرسمي “لتكفير الشعوب والدول”، بينما يسود “الصمت المطبق” حين يتعلق الأمر بـ “مصالح العصابة الحاكمة”.
وتساءل المنتقدون عن كيفية تبرير النظام لكون سفينة كانت ترسو في ميناء جزائري تتابع مسارها “بكل أريحية” نحو إسرائيل، مطالبين بتفسير “غياب شعارات المقاطعة” و”التشدد الثوري” الذي يتم الترويج له في العلن.
واعتبروا أن هذه الفضيحة تؤكد أن النظام الجزائري ما هو إلا “تجار بمآسي الشعوب” يستخدمون “ماكينة دعائية موجهة للاستهلاك الداخلي” لإلهاء الشعب عن “أزماته الحقيقية”، من “قمع الحريات إلى الانهيار الاقتصادي”.
وأضافوا بسخرية أن النظام الذي يتشدق بمعاداة التطبيع “لم يجرؤ يومًا على دعوة مواطنيه للاحتجاج أمام السفارات الأجنبية، ولا إلى المطالبة بمقاطعة فعلية للمصالح المتشابكة مع دول يعاديها في العلن ويتعامل معها في الخفاء”، مؤكدين أن “القناع قد سقط”.
عن موقع: فاس نيوز