في الوقت الذي تتفاعل فيه الأوساط المحلية بجماعة عين الشقف مع خبر اغتصاب تلميذة قاصر، وتوالي شهادات غير معلنة عن محاولات تحرش واستدراج في محيط المؤسسات التعليمية، تبرز إشكالية أكثر عمقًا: ظاهرة التغرير بالقاصرين في ظل الهشاشة الاجتماعية وغياب الوعي الأسري والتربوي.
مصدر من المنطقة صرّح لـ فاس نيوز أن شبانًا، بعضهم من ذوي السوابق، يستغلون بساطة فتيات القرى، وقلة حيلتهن، وأحيانًا طموحهن في الهروب من الفقر، ليقدموا لهن وعودًا كاذبة بالزواج أو الدعم المالي، مستعملين في ذلك أساليب نفسية تعتمد على الترغيب العاطفي أو الضغط والإكراه.
أحد المتابعين أشار إلى أن معظم هذه القضايا لا تصل إلى المحاكم بسبب صمت الأسر، إما خوفًا من “الفضيحة” أو نتيجة القناعة الراسخة بأن “الضحية ستلام مهما كانت الظروف”. هذا الصمت، يضيف المتحدث، هو ما يجعل التغرير يتكرر، ويغذي ظاهرة “الاستدراج في صمت”، التي قد تبدأ بعلاقة عبر وسائل التواصل أو محيط المدرسة، وتنتهي إما باعتداء أو هروب أو إسقاط اجتماعي مدمر.
وفي ظل غياب دور وقائي فعّال من مؤسسات التوعية والتربية الأسرية، ومع قلة الولوج إلى الدعم النفسي والتربوي، تصبح القاصرات فريسة سهلة في يد من يجيدون قراءة هشاشتهن.
التغرير بالقاصر، حسب القانون الجنائي المغربي، جريمة يعاقب عليها بشدة، خاصة إذا تم بهدف الاعتداء الجنسي أو دفع الضحية إلى أفعال منافية للأخلاق. ومع ذلك، فإن الإشكال الحقيقي لا يكمن فقط في تجريم الأفعال، بل في تفكيك منطق الاختراق النفسي والاجتماعي الذي يُستعمل للوصول إلى التلميذات القاصرات.
ويطرح فاعلون في المجتمع المدني دعوات مستعجلة لإطلاق حملات توعية داخل المدارس القروية، تشمل التلميذات والأطر التربوية وحتى الأسر، بهدف بناء جدار من الحماية الفكرية والسلوكية يحد من هذه الظاهرة المتنامية، والتي أصبحت تستوجب، حسب بعض النشطاء، إعلان “حالة طوارئ تربوية” في العالم القروي.
المصدر : فاس نيوز ميديا