فاس – يعيش محيط مؤسسة السمو الابتدائية بحي المرجة بمدينة فاس وضعًا بيئيًا كارثيًا ينذر بعواقب وخيمة على صحة التلاميذ والأطر التربوية، حسب ما أفاد به قراء لجريدة فاس نيوز.
فقد تحولت المؤسسة التعليمية، بحسب شهادات السكان، إلى أقسام دراسية محاطة بأكوام متراكمة من النفايات والأزبال العفنة من جميع الجهات. ونشأ مطرح عشوائي للنفايات بشكل مفاجئ ليفرض حصارًا على محيط المؤسسة، مانعًا وصول أي روائح أخرى غير الروائح الكريهة التي أرهقت أنوف التلاميذ وأساتذتهم، وعرقلت توفير الظروف الملائمة لتحصيل دراسي طبيعي.

وتطل نوافذ الأقسام الدراسية على مشاهد بشعة تنبعث منها روائح كريهة تفوق قدرة العقل على استيعاب شدتها، حيث لم يعد أمام الأطر التربوية أي حل سوى ارتداء كمامات واقية للحد من تأثير هذه الانبعاثات الضارة.
ويأتي هذا الوضع المقلق في الوقت الذي تفرض فيه المعايير العالمية للتعليم الجيد شروطًا دنيا تضمن الحفاظ على صحة التلاميذ وسلامتهم. بينما يتلقى تلاميذ مؤسسة السمو تعليمهم وسط بيئة ملوثة تهدد صحتهم وتؤثر سلبًا على إحساسهم بالجمالية والذوق، بل وقد تنمي لديهم شعورًا بالعدوانية والرفض لهذا الواقع البائس الذي يخيم على فصولهم الدراسية.

ويتساءل أولياء الأمور والمهتمون بالشأن التعليمي عن الشروط التي يمكن أن تراهن عليها المنظومة التعليمية لتحقيق تحصيل جيد في ظل هذا الواقع البيئي المتردي. كما يطرحون علامات استفهام حول غياب منتخبي مدينة فاس عن التدخل العاجل لوضع حد لهذه الكارثة البيئية التي طبعت تجربتهم في تدبير الشأن المحلي، متسائلين عما إذا كانت الانشغالات الانتخابية قد حجبت عنهم رؤية هذه الكوارث وأدوارهم الأساسية في خدمة المواطنين وحماية البيئة.
عن موقع: فاس نيوز