باريس، فرنسا – أثارت التصريحات الأخيرة لمسؤول المسجد الكبير بباريس، شمس الدين حفيظ، حول ارتداء الحجاب جدلاً واسعاً. فخلال مقابلة تلفزيونية، صرح أن “الحجاب لا ينبغي أن يكون موجوداً في فرنسا اليوم”، مما أثار ردود فعل قوية داخل الجالية المسلمة والأوساط السياسية.
وتأتي هذه التصريحات في سياق متوتر أصلاً، يتميز بتصريحات وزير الداخلية، برونو روتاليو، الذي دعا إلى “إزالة الحجاب” في المجال الرياضي، بحجة التطبيق الصارم لمبدأ العلمانية.
وبينما عبر عن معارضته لوجود الحجاب في فرنسا، حرص شمس الدين حفيظ على توضيح موقفه، مؤكداً رفضه لتشويه صورة النساء اللواتي اخترن ارتدائه. وقال: “الشيء الذي لا أتفق فيه مع برونو روتاليو هو أنه لا ينبغي تشويه صورة النساء اللواتي يرغبن في ارتداء الحجاب”. كما أكد أنه لا يرى “أي مانع” في ارتداء المرأة للحجاب في الأماكن العامة مثل الجامعة، معتبراً أنه لا يحق له الحكم على هذه الخيارات الشخصية.
أثارت تصريحات المسؤول الديني موجة من الانتقادات، خاصة داخل الجالية المسلمة. وعبرت أصوات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي عن استنكارها لهذا الموقف الذي اعتبروه “غير مخلص”. وعلى سبيل المثال، نشرت جمعية الاتحاد الجزائري رسالة شديدة اللهجة على منصة X، متهمة شمس الدين حفيظ “بالدوس على التاريخ” و “تغذية الكراهية” ضد النساء المسلمات. وجاء في بيان الجمعية: “بتصريحاته، لا يدافع شمس الدين حفيظ عن العلمانية: بل يواصل دفع نافذة أوفيرتون نحو أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا”.
ويسلط هذا الجدل الضوء على مدى تعقيد وحساسية النقاش الدائر حول ارتداء الحجاب في فرنسا، ويطرح أسئلة مهمة حول العلمانية والحرية الدينية واحترام الخيارات الفردية.
عن موقع: فاس نيوز