تبون يستقبل زعيم “البوليساريو” ويستعد لترسيم حدود المرتزقة داخل (الأراضي الجزائرية) بتيندوف (فيديو)

استقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في الجزائر العاصمة، إبراهيم غالي، زعيم ما يُسمى بـ “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، حيث تناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الطرفين. يأتي هذا الحدث في سياق أثار تحليلات سياسية تشير إلى أن اللقاء قد يكون مؤشرًا على مساعي الجزائر لترسيم “حدود جديدة” في الصحراء الشرقية، وربما يعكس خطوة تهدف إلى “طي ملف” النزاع المستمر حول الصحراء.

وحسب مصادر الجريدة من داخل المكتب الرئاسي الجزائري، فإن استقبال تبون لغالي يمكن أن يندرج ضمن استراتيجية أوسع تتعلق بإعادة تشكيل الوضع الجيوسياسي في المنطقة. وفقًا لهذه المعطيات، قد تسعى الجزائر إلى إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء من خلال منح جبهة البوليساريو أراضٍ في منطقة تندوف، الواقعة ضمن الصحراء الشرقية المغربية. تاريخيًا، كانت هذه الأراضي جزءًا من المناطق التي اقتطعتها فرنسا خلال فترة الاستعمار وضمتها إلى ولايتها، مما يجعلها نقطة حساسة في العلاقات بين الجزائر والمغرب.

المعطيات الحصرية تشير إلى أن الجزائر قد تحاول ترسيخ واقع جديد في المنطقة عبر تخصيص هذه الأراضي لجبهة البوليساريو، وهو ما يثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء هذا اللقاء. هل هو مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، أم أنه يحمل في طياته خطوة استراتيجية لتغيير الوضع القائم؟

إذا صحت هذه الفرضية، فإن تداعيات اللقاء قد تكون كبيرة على العلاقات بين الجزائر والمغرب، اللذين يعانيان من توترات مزمنة بسبب القضية المفتعلة حول الصحراء المغربية. وتؤكد الجزائر منذ سنوات دعمهالمرتزقة البولزاريو، لكنها تنفي أن تكون طرفًا مباشرًا في النزاع، مشددة على أن دورها يقتصر على الدعم السياسي والإنساني.

مع ذلك، فإن استضافة الجزائر لمخيمات تندوف وتقديمها الدعم المستمر لجبهة البوليساريو يضعانها في قلب ديناميكيات النزاع. وعليه، فإن أي خطوة من هذا النوع قد تُفسر على أنها محاولة لفرض أمر واقع جديد، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع المغرب.

ومن الصعب التنبؤ بدقة بكيفية تطور هذا الوضع، لكن يبدو أن أي محاولة لترسيم حدود جديدة أو تخصيص أراضٍ لجبهة البوليساريو ستتطلب مفاوضات معقدة تشمل ليس فقط الجزائر والمغرب، بل أيضًا أطرافًا دولية مثل الأمم المتحدة.

ويبقى لقاء تبون وغالي حدثًا بارزًا يستحق المتابعة، حيث يمكن أن يكون مؤشرًا على تحولات محتملة في ملف الصحراء. ومع ذلك، فإن التأثير الحقيقي لهذه الخطوة يعتمد على التطورات السياسية والدبلوماسية في الأشهر المقبلة. في الوقت الحالي، يثير اللقاء المزيد من التساؤلات حول مستقبل النزاع ودور الجزائر فيه، مع ترقب ردود الفعل الإقليمية والدولية.

عن موقع: فاس نيوز