في عالم كرة القدم، لا تقتصر البطولات على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، بل يُعدّ المدربون عقولًا مدبّرة وخططًا متحركة على خط التماس، يتحكمون في مجريات اللعب من خلال الرؤية التكتيكية، وصناعة النجوم، وإلهام الفرق نحو المجد. وعلى مرّ العقود، برزت أسماء صنعت التاريخ، وخلّدت نفسها ضمن قائمة “أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم”.
في مقدمة هؤلاء، يبرز السير أليكس فيرغسون، المدرب الأسطوري لنادي مانشستر يونايتد، الذي قاد الفريق لأكثر من 26 عامًا محققًا خلالها 38 لقبًا، أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين والدوري الإنجليزي 13 مرة، بأسلوب يجمع بين الانضباط والبصيرة الطويلة المدى.
أما بيب غوارديولا، فيمثل نموذجًا للمدرب المجدّد، حيث أحدث ثورة تكتيكية مع برشلونة بأسلوب “التيكي تاكا”، قبل أن يواصل نجاحه مع بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، جامعًا بين الجمالية الكروية والفعالية القاتلة.
بدوره، يُعتبر جوزيه مورينيو من أبرز المدربين الذين تركوا بصمة قوية بأسلوبه الدفاعي المنظم وشخصيته القوية. حقق إنجازات تاريخية مع بورتو، تشيلسي، إنتر ميلان وريال مدريد، بينها دوري الأبطال مرتين، ويشتهر بلقب “السبيشل وان”.
لا يمكن أيضًا تجاهل أريغو ساكي، الذي غيّر مفاهيم الكرة الإيطالية في نهاية الثمانينيات مع ميلان، حيث اعتمد الضغط العالي واللعب الجماعي، وحقق ألقابًا أوروبية عدّة. وكذلك، يوهان كرويف، الذي بنى أسس فلسفة برشلونة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير كرة القدم الهولندية والعالمية.
وتبقى أسماء مثل كارلو أنشيلوتي، صاحب الرقم القياسي في عدد بطولات دوري الأبطال، وزين الدين زيدان، الذي أحرز اللقب القاري ثلاث مرات متتالية، دليلاً على تطور فنون التدريب بين جيل وآخر.
إنهم أكثر من مدربين، هم قادة وملهمون، استطاعوا أن يحولوا الفرق إلى أساطير، والمباريات إلى لحظات خالدة، مستحقين بذلك لقب “عباقرة على خط التماس”.
المصدر : فاس نيوز ميديا