منصات التخزين والاحتياط: دفعة قوية لقدرة المغرب على مواجهة الأزمات وتعزيز الاستجابة للكوارث

الرباط – في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرة المملكة المغربية على الصمود في وجه مختلف الأزمات والكوارث، يجري العمل على قدم وساق لإنشاء شبكة من منصات التخزين والاحتياط الأولية على مستوى جهات المملكة. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى تطوير البنية التحتية الوطنية للطوارئ وتحسين المنظومة الشاملة للتدخل في حالات الأزمات، بما يضمن سرعة وفعالية أكبر في تقديم الإغاثة والمساعدة للمتضررين.

وتأتي هذه المبادرة، التي تجسد الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتعزيز قدرة المغرب على مواجهة التحديات الناجمة عن الكوارث الطبيعية والصناعية وغيرها. ومن شأن هذه المنصات أن تحدث نقلة نوعية في آليات الاستجابة للأزمات، حيث ستعمل على توفير مخزونات استراتيجية من المواد الأساسية والتجهيزات الضرورية التي يمكن تعبئتها ونشرها بشكل فوري لتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين.

وبفضل البرنامج الشامل لإنشاء هذه المنصات الجهوية للمخزون والاحتياجات الأولية، سيتمكن المغرب من امتلاك مخزونات استراتيجية قادرة على تلبية احتياجات تفوق بثلاثة أضعاف ما تم توفيره خلال زلزال الحوز الأخير. ويعكس هذا التوجه حرص المملكة على الاستفادة من التجارب السابقة وتعزيز جاهزيتها لمواجهة أي طارئ مستقبلي.

وعلاوة على ذلك، يهدف المشروع إلى تطوير منظومة وطنية متكاملة لإنتاج التجهيزات والمواد اللازمة لعمليات الإغاثة الفورية في حالات الكوارث. ومن شأن هذه المنظومة أن تقلل من الاعتماد على الخارج وتضمن توفر الإمدادات الضرورية في الوقت المناسب.

وقد تم تصميم هذه المنصات الجهوية بعناية فائقة، حيث تم اختيار مواقعها بناءً على معايير السلامة الصارمة وبعد تحليل معمق لاحتياجات كل جهة من جهات المملكة، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة التي قد تواجهها. كما استندت عملية التصميم إلى دراسة لأفضل الممارسات والمعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال، مما يضمن فعالية وكفاءة هذه المنشآت في تحقيق الأهداف المنشودة.

ومن المتوقع أن تُحدث هذه المنصات نقلة نوعية في قدرة المغرب على إدارة الأزمات وتقديم الدعم للمواطنين في أوقات الشدة، مما يعزز من مكانة المملكة كنموذج إقليمي في مجال الاستعداد للكوارث والاستجابة لها.

عن موقع: فاس نيوز