كيف تستفيد من feedback المقابلات لتحسين أدائك في السوق المغربية؟

في خضم التنافس الشديد على فرص الشغل في السوق المغربية، يبرز “feedback” المقابلات المهنية كأداة أساسية لتحسين الأداء وتطوير المهارات الشخصية والمهنية للمرشحين. فبينما يعتبر البعض المقابلة الفاشلة نهاية المشوار، يراها الخبراء مجرد خطوة في مسار التعلم والتأقلم مع متطلبات سوق العمل المتجددة.

ويؤكد مختصون في الموارد البشرية أن التغذية الراجعة التي يقدمها أصحاب العمل أو مسؤولو التوظيف، سواء كانت صريحة أو ضمنية، تشكل فرصة ذهبية لتصحيح الأخطاء وفهم انتظارات المشغلين. كما أنها تساعد المرشح على تطوير خطابه المهني، وتحسين تواصله، ومعالجة نقاط ضعفه في العرض الذاتي.

تقول ليلى بناني، مستشارة في التوظيف لدى شركة متعددة الجنسيات بالدار البيضاء: “من النادر أن يحصل المرشح على ملاحظات تفصيلية بعد المقابلة، لكن يمكنه، من خلال تحليل ردود الفعل، ونبرة الأسئلة، وحتى طبيعة التفاعل، أن يستنتج الكثير عن أدائه وتجاوبه مع متطلبات المنصب”.

وفي السوق المغربية، حيث يزداد التركيز على المهارات اللينة (soft skills) إلى جانب المؤهلات التقنية، يصبح التعلم من المقابلات ضرورة أكثر منه خيارًا، خاصة في قطاعات تشهد تحولات رقمية أو منافسة خارجية متزايدة، مثل التكنولوجيا، والمالية، والخدمات.

ويحثّ خبراء الموارد البشرية الشباب على تبني عقلية “التطوير المستمر”، من خلال تسجيل الملاحظات مباشرة بعد المقابلة، وطرح أسئلة بعدية عند الإمكان، مثل: “هل يمكن أن أطلب منك رأيك في أدائي؟” أو “ما هي الجوانب التي يمكنني تحسينها مستقبلاً؟”.

كما يشددون على أهمية طلب الملاحظات دون إلحاح، مع الحفاظ على المهنية في التواصل، واحترام قرار المؤسسة، خاصة إذا لم يُختَر المرشح للمنصب. فكما تقول منظمة Harvard Business Review: “من يستفيد من الرفض أكثر ممن يحتفل بالقبول، هو من يدير مسيرته بذكاء طويل الأمد”.

في المقابل، تعتبر ثقافة feedback في المغرب ما تزال في طور التطور، حيث تفضل بعض الشركات عدم تقديم تعليقات خوفًا من سوء الفهم أو ردة الفعل السلبية، ما يدفع بالمترشحين للاجتهاد في استخلاص الملاحظات بأنفسهم، أو اللجوء إلى مدربين مهنيين للحصول على تغذية راجعة موضوعية ومحايدة.

ولتحقيق استفادة فعلية، يُنصح بتوثيق كل مقابلة مهنية (موعدها، نوع الأسئلة، مستوى التفاعل)، وتحليلها دورياً لملاحظة التقدم أو التكرار في الأخطاء، بما يساعد في تحسين الأداء المستقبلي، ورفع حظوظ النجاح في فرص مقبلة.

إن تعلم الاستفادة من feedback ليس فقط مهارة مهنية، بل هو مؤشر على نضج فكري واستعداد حقيقي للتطور المهني داخل بيئة تنافسية مثل السوق المغربية.

المصدر : فاس نيوز ميديا