في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والاقتصادية الأميركية، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن توقيع أمر تنفيذي جديد يقضي بتخفيض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة بنسب تصل إلى 80%، في تحدٍّ مباشر لنفوذ شركات الأدوية الكبرى، وسط تفاعل ملحوظ في الأسواق العالمية انعكس بارتفاع أسعار النفط وتراجع أسعار الذهب.
و نقل موقع ديلي بيست عن مصادر مطلعة أن القرار الذي وصفه ترامب بأنه “أهم وأقوى قرار اتخذه على الإطلاق”، يعيد إحياء سياسة كان يعتزم تنفيذها خلال ولايته الأولى عام 2020، قبل أن يُوقفها قاض فدرالي بسبب خلل في الإجراءات، ثم ألغيت نهائيا في عهد الرئيس جو بايدن.
و أوضح ترامب عبر حسابه في منصة “تروث سوشيال” أن الأمر التنفيذي الجديد ينص على إلزام برنامج الرعاية الطبية “ميديكيد” بعدم دفع أكثر من أدنى سعر تدفعه أي دولة أخرى في العالم مقابل الأدوية، مؤكدا أن “زمن استغلال الأميركيين من قبل شركات الأدوية قد ولى”، واصفًا القرار بأنه خطوة في اتجاه جعل أميركا “الدولة الأكثر رعاية لمواطنيها”.
و شدد ترامب على أنه لن يرضخ لضغوط جماعات الضغط ومصالح الشركات الكبرى، متهما الديمقراطيين بعرقلة هذه السياسة سابقا لحماية مصالح تلك اللوبيات.
في المقابل، توقعت تقارير صحفية واقتصادية أن يلقى القرار معارضة شديدة من شركات الأدوية، حيث اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذا التوجه قد يؤدي إلى انسحاب بعض الشركات من برامج التأمين الحكومية ويؤثر سلبا على الابتكار وتطوير العلاجات.
انعكاسات فورية على الأسواق
وفي وقت تزامن مع إعلان ترامب، شهدت الأسواق العالمية تحركات ملحوظة، إذ ارتفعت أسعار النفط عقب إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق جديد يقضي بتخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة، ما عزز التفاؤل بقرب انتهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
و سجل خام برنت ارتفاعا بنسبة 2.91% ليصل إلى 65.78 دولارا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 3.13% ليبلغ 62.95 دولارا. وتأتي هذه الزيادة بعد اتفاق البلدين على تعليق الإجراءات الجمركية المضادة لمدة 90 يوما، مما فتح المجال أمام استئناف المحادثات التجارية على نحو إيجابي.
في المقابل، تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 3% لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الشهر، حيث انخفضت إلى 3218 دولارا للأوقية، في ظل تراجع الطلب على الأصول الآمنة وارتفاع مؤشر الدولار الأميركي.
خلفيات سياسية واقتصادية
و يرى مراقبون أن قرار ترامب يشكل رسالة انتخابية مبكرة تستهدف تعزيز صورته كمرشح “مواجه للوبيات”، خصوصا في ظل تسارع تحضيراته لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما أن الجمع بين ملفات الصحة والاقتصاد والتجارة في خطاب واحد، يعكس سعيه لاستعادة ملفاته السابقة التي كانت محورا رئيسيا في حملته الأولى.
في الوقت ذاته، عزز الاتفاق التجاري الجزئي بين واشنطن وبكين من تفاؤل الأسواق، خاصة بعد تعثر المفاوضات السابقة وتزايد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود، وهو ما أعطى دفعة قوية لأسعار النفط مقابل تراجع حاد في أسعار الذهب.
و بينما يترقب المتعاملون في الأسواق قرارات البنك المركزي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، تتواصل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان، ما قد يضيف مزيدًا من التوازن في أسواق الطاقة خلال الفترة المقبلة.
المصدر : فاس نيوز ميديا